كانت أسدًا (فقال) الغلام في نفسه (اليوم) أي في هذا اليوم الحاضر (أعلم) بصيغة المضارع المسند إلى المتكلم (آلساحر) بزيادة همزة الاستفهام أي فقال اليوم أعلم جواب استفهام هل الساحر (أفضل) أي أنفع اتباعًا واقتداء به (أم الراهب أفضل) اقتداء به، قال الأبي: فليس هذا شكًّا منه وإنما هو استثبات واطمئنان منه (فأخذ) الغلام (حجرًا) من الأحجار (فقال) لربه (اللهم إن كان أمر الراهب) ودينه (أحب إليك) أي عندك (من أمر الساحر) ودينه (فاقتل) عنا (هذه الدابة) الضارية المانعة للناس عن المرور في الطريق (حتى يمضي الناس) ويمرون في طريقهم (فرماها) أي فرمى الغلام تلك الدابة (فقتلها) بحجره (ومضى الناس) أي مروا في طريقهم (فأتى) الغلام (الراهب فأخبره) أي أخبر الراهب بما قال وفعل بالدابة (فقال له) أي للغلام (الراهب أي بني) أي يا ولدي صغره تصغير شفقة (أنت اليوم) أي في هذا الوقت الحاضر (أفضل مني) أي أعظم درجة ومنزلة مني عند الله تعالى (قد بلغ) وحصل لك (من أمرك) ومنزلتك عند الله (ما أرى) وأعلم من المنزلة الرفيعة والكرامة العظيمة (و) لكن (إنك) يا بني (ستبتلى) وتختبر عند الملك (فإن ابتليت) واختبرت (فلا تدل) الناس (عليّ) فإنهم يقتلونني، وانتشر أمر الغلام في الناس (وكان الغلام يبرئ) ويشفي (الأكمه) أي من وُلد أعمى بدعائه (والأبرص) من برصه (ويداوي الناس) أي يعالجهم (من سائر الأدواء) أي من جميع الأمراض (فسمعـ) ـه أي فسمع علاج الغلام من كل الأدواء (جليس) أي صاحب (لـ) هذا (الملك) وقد كان) هذا الجليس (قد عمي) وفقد بصره (فأتاه) أي فأتى الغلام هذا الجليس الأعمى (بهدايا كثيرة) ليعالجه (فقال) الجليس للغلام (ما ها هنا لك أجمع) أي كل ما ها هنا لي من الأموال أجمعه كائن لك أيها الغلام (أن أنت شفيتني) ورددت لي بصري. وقوله (أجمع) بالرفع