على أنه تأكيد لما الموصولة الواقعة مبتدأ خبره لك فالمعنى إن أنت شفيتني فإن هذا المال الذي هو موجود ها هنا أجمعه لك في مقابلة شفائي يعني به الهدايا الكثيرة التي أتى بها اهـ (فقال) الغلام (إني لا أشفي أحدًا) من الناس من مرضه ولا أرد بصرك (إنما يشفي الله) أي فإنما الشفاء ورد البصر من الله تعالى لا من أحد من الناس (فإن أنت آمنت) وصدقت (بالله) أي بوحدانية الله تعالى وأقررت بربوبيته (دعوت الله) تعالى لك بالشفاء (فشفاك) بقدرته ورد بصرك إليك (فآمن) الأعمى (بالله) تعالى فدعا له الغلام (فشفاه الله) تعالى ببركة الإيمان بالله تعالى (فأتى) الجليس (الملك فجلس إليه) أي عند الملك كعادته أي (كما كان يجلس) عنده وهو أعمى (فقال له الملك من رد بصرك) وشفاك (قال) الجليس شفاني (ربي) الذي خلقني ورباني (قال) الملك له أ (ولك رب غيري؟ قال) الجليس: نعم لي رب غيرك لأن (ربي وربك الله) أي المعبود الحق. وفي هذا دليل على أن الملك كان يدّعي الألوهية ففيه رد على من زعم أن هذا الملك كان يهوديًّا (فأخذه) أي فأخذ الملك جليسه الأعمى (فلم يزل) الملك (يعذبه حتى دل) الجليس الملك (على الغلام) فأرسل الملك إلى الغلام (فجيء بالغلام) بين يدي الملك (فقال له) أي للغلام (الملك أي بني) صغره تصغير إهانة وتحقير (قد بلغ) وحصل (من سحرك) الذي أمرتك بتعلمه (ما تبرئ) به (الأكمه والأبرص وتفعل) به كذا وكذا (وتفعل) به كذا وكذا من دعوة الناس إلى الإيمان (فقال) الغلام للملك (إني لا أشفي أحدًا) من الناس (إنما يشفيـ) ـهم (الله) تعالى ببركة الإيمان به (فأخذه) أي فأخذ الملك الغلام (فلم يزل) الملك (يعذبه) أي يعذب الغلام بأنواع التعذيب (حتى دل) الغلام الملك (على الراهب) فأرسل الملك إلى الراهب (فجيء بالراهب) إلى الملك (فقيل له)