للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَى. فَدَعَا بِالْمِئْشَارِ. فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ. فَشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ. ثُمَّ جِيءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَى. فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ. فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ. ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلامِ فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَى. فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَال: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا. فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ. فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ، وَإِلّا فَاطْرَحُوهُ. فَذَهَبُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ

ــ

أي للراهب (ارجع عن دينك) الذي هو التوحيد (فأبى) الراهب وامتنع عن الرجوع عن دينه (فإن قلت) كيف يجوز للغلام في شرعنا ما فعل بالراهب من دلالته عليه للقتل (قلت) إن الغلام غير مكلف لأنه لم يبلغ الحلم ولو سُلِّم أنه مكلف فيُعذر له عن ذلك بأنه لم يعلم أن الراهب يُقتل فلا يلزم من دلالته عليه قتله اهـ من المفهم (فدعا) الملك (بالمئشار) هو مهموز في رواية الأكثرين ويجوز تخفيف الهمزة بقلبها ياءً، ورُوي المنشار بالنون وهما لغتان سبق بيانهما وهي آلة يُقطع بها الخشب ويُنشر، قال في التحفة (والمئشار) بكسر الميم آلة ذات أسنان يُنشر بها الخشب ونحوه، قوله (على مفرق أحدهما) والمفرق كمقعد ومجلس وسط الرأس وهو الذي يفرق فيه الشعر اهـ منه (فوضع) الملك (المئشار) أي أمر بوضعه (في مفرق رأسه) أي في وسط رأس الراهب وهو موضع فرق الشعر (فشقه) نصفين طولًا (حتى وقع) وسقط (شقاه) أي جانباه من الجانبين (ثم جيء بجليس الملك فقيل له) أي للجليس (ارجع عن دينك) الذي هو دين التوحيد (فأبى) الجليس وامتنع من الرجوع عن دينه (فوضع) الملك (المئشار) أي أمر بوضعه (في مفرق رأسه فشقه) أي فشق الملك جليسه (به) أي بالمئشار (حتى وقع شقاه) على الأرض (ثم جيء بالغلام فقيل ارجع عن دينك فأبى) أي امتنع من الرجوع عنه (فدفعه) أي فدفع الملك الغلام (إلى نفر) أي إلى جماعة (من أصحابه) أي من خواصه وأعوانه (فقال) الملك لهم (اذهبوا به) أي بهذا الغلام (إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم) أي وصلتم به (ذروته) أي ذروة الجبل وأعلاه، وذروة كل شيء بتثليث الذال أعلاه (فإن رجع) أي الغلام (عن دينه) أي عن دين التوحيد إلى دين الشرك فاتركوه (وإلا) أي وإن لم يرجع عن دينه (فاطرحوه) أي فارموه من أعلى الجبل ليموت مترديًا فأخذ أولئك النفر الغلام من الملك (فذهبوا به) إلى الجبل (فصعدوا به الجبل) وطلبوا

<<  <  ج: ص:  >  >>