خرجت أنا وأبي من منزلنا حالة كوننا (نطلب العلم) أي تعلُّم العلم، والحديث (في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا) ويُقتلوا في حروب الفتن الواقعة بين المسلمين (فكان أول من لقينا) ورأينا من الأنصار بعد الخروج من منزلنا (أبا اليسر) خبر كان بفتح الياء والسين كعب بن عمرو بن عبّاد بن عمرو بن غزية بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي بفتح السين واللام، صحابي عقبي بدري جليل، له أحاديث، انفرد له (م) بحديث في آخر الكتاب، وكان رجلًا قصيرًا ذا بطن، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا له وقال:"اللهم أمتعنا به" روى عنه عبادة بن الوليد بن الصامت آخر الكتاب، ويروي عنه (م عم) وابنه عمار، قال أبو حاتم: مات، سنة (٥٥) خمس وخمسين، وهو آخر من مات بالمدينة من البدريين - رضي الله عنه -، وقد زاد على المائة (١٠٠)(صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) - رضي الله عنه -. وهذا السند من خماسياته؛ أي لقينا أبا اليسر (ومعه) أي مع أبي اليسر (غلام) أي عبد (له) أي لقيناه، والحال أنه معه عبد له (معه) أي مع غلامه (ضمامة) وملزمة (من صحف) أي من أوراق، والضمامة بكسر الضاد المعجمة الرزمة ومجموعة الشيء لأنها يضم بعضها إلى بعض، وقد وقع في بعض النسخ إضمامة بزيادة الهمزة المكسورة في أولها وهو المشهور في اللغة بهذا المعنى، والحاصل أنه كان عنده مجموعة من الصحف المدبسة المربوطة بالإبرة، وقال في النهاية: أن الضمامة لغة في الإضمامة والمشهور في اللغة إضمامة بالألف (وعلى أبي اليسر بردة) والبردة على وزن غرفة شملة مخططة، وقيل كساء مربع فيه صغر يلبسه الأعراب يُجمع على بُرد (ومعافري) بفتح الميم نوع من الثياب يُصنع بقرية في اليمن تسمى معافر، وذكر القاضي عياض أن أصل هذه التسمية أنها لقبيل من اليمن سموا بذلك وأراهم نزلوها أو أصل ما سُموا به جبل ببلادهم يقال له معافر، وقال ابن سرّاج: ويقال في القبيل معافر بضم الميم وأنكره يعقوب اهـ من الأبي (وعلى غلامه بردة ومعافري) مماثلتان لما يلبسه والمقصود من هذا الكلام التنبيه على أن أبا اليسر - رضي الله عنه - كان يلبس ما يلبسه غلامه وإن كان من الممكن أن يلبس معافريين ويلبس غلامه