للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَال لَهُ أَبِي: يَا عَمِّ، إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِكَ سُفْعَةً مِنْ غَضَبٍ. قَال: أَجَلْ، كَانَ لِي عَلَى فُلانِ بْنِ فُلانٍ الْحَرَامِيِّ مَالٌ. فَأَتَيتُ أَهْلَهُ فَسَلَّمْتُ. فَقُلْتُ: ثَمَّ هُوَ؟ قَالُوا: لَا. فَخَرَجَ عَلَيَّ ابْنٌ لَهُ جَفْرٌ. فَقُلْتُ لَهُ: أَينَ أَبُوكَ؟ قَال: سَمِعَ صَوْتَكَ فَدَخَلَ أَرِيكَةَ أُمِّي

ــ

بردين أو على العكس ليصير لكل واحد منهما حلة متوافقة ولكنه فعل ذلك عملًا بقوله - صلى الله عليه وسلم - "ألبسوهم مما تلبسون" كما سيأتي في كلامه، قال عبادة بن الوليد (فقال له) أي لأبي اليسر (أبي) أي والدي وليد بن عبادة (يا عم إني أرى) وأبصر (في وجهك سفعة) أي تغيرًا وعلامة (من غضب) فما شأنك والسفعة بفتح السين وضمها أيضًا في أصل اللغة السواد، قال ابن منظور في اللسان [٦/ ٢٧١] ومنه حديث أبي اليسر (أرى في وجهك سفعة من غضب) أي تغيرًا إلى السواد، فما سببها (قال) أبو اليسر للوليد (أجل) أي نعم لي غضب تغير بسببه وجهي، وذلك أنه (كان لي على فلان بن فلان الحرامي) أي المنسوب إلى بني حرام بفتح الحاء والراء بطن من الأنصار، ورواه الطبري وغيره (الحزامي) بالزاي المعجمة مع كسر الحاء ورواه ابن ماهان (الجذامي) بجيم مضمومة ودال معجمة اسمه الحارث بن يزيد الجهني (مال) أي دين (فأتيت أهله) أي زوجته (فسلمت) عليهم (فقلت) لهم أ (ثم هو) أي أههنا فلان بتقدير همزة الاستفهام أي أهو ثمه أي في هذا المكان، وثم هنا مستعارة للإشارة إلى المكان القريب وإن كانت في أصلها للبعيد (قالوا) أي قال أهله لي (لا) أي ليس ها هنا (فخرج عليّ) من بيته (ابن له) أي لفلان (جفر) أي صغير، قال النووي: الجفر بضم الجيم وسكون الفاء هو الذي قارب البلوغ، وقيل هو الذي قوي على الأكل، وقيل ابن خمس سنين وهو في أصل اللغة ولد المعز الذي بلغ أربعة أشهر، وجفر جنباه وفصل عن أمه وأخذ في الرعي، والمؤنث منه جفرة اهـ من اللسان [٦/ ٣٠٤] (فقلت له) أي لابنه (أين أبوك) فـ (قال) لي (سمع صوتك فدخل أريكة أمي) أي حجلتها وستارتها، قال ثعلب: الأريكة هو السرير الذي في الحجلة والحجلة ستارة العروس ولا يُسمى السرير أريكة إلا إذا كان في الحجلة، وقال الزجّاج: الأرائك الفرش في الحجال، وقيل الأريكة سرير منجد مزين في قبة أو في بيت فإذا لم يكن فيه سرير فهو حجلة اهـ من اللسان، والحاصل أنه اختفى تحت أريكة أمه وسريرها لئلا تقع مواجهته لأبي اليسر - رضي الله عنه -، قال أبو اليسر

<<  <  ج: ص:  >  >>