للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَا بْنَ أُخْتِي، هِيَ الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حَجْرِ وَلِيِّهَا. تُشَارِكُهُ فِي مَالِهِ. فَيُعْجِبُهُ مَالُهَا وَجَمَالُهَا. فَيُرِيدُ وَلِيُّهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا بِغَيرِ أَنْ يُقْسِطَ فِي صَدَاقِهَا. فَيُعْطِيَهَا مِثْلَ مَا يُعْطِيهَا غَيرُهُ. فَنُهُوا أَنْ يَنْكِحُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهُنَّ. ويَبْلُغُوا بِهِنَّ أَعْلَى سُنَّتِهِنَّ مِنَ الصَّدَاقِ. وَأُمِرُوا أَنْ يَنْكِحُوا مَا طَابَ لَهُمْ مِنَ النِّسَاءِ، سِوَاهُنَّ.

قَال عُرْوَةُ: قَالتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ اسْتَفْتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ، فِيهِنَّ. فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَيَسْتَفْتُونَكَ

ــ

(يا بن أختي) أسماء هذه (هي اليتيمة) التي مات أبوها و (تكون في حجر وليها) القائم بأمورها (تشاركه في ماله فيعجبه) أي فيرغبه في نكاحها (مالها وجمالها فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط) أي من غير أن يعدل ويوفي لها حقها (في صداقها) وقوله (فيعطيها مثل ما يعطيها غيره) معطوف على معمول قوله (بغير) يعني يريد أن يتزوجها من غير أن يعطيها مثل ما يعطيها غيره أي ممن يرغب في نكاحها، ويدل على ذلك قوله (فنهوا) بضم النون والهاء من (أن ينكحوهن) وفي رواية البخاري (فنهوا عن أن ينكحوهن) بزيادة عن الجارة قبل أن المصدرية (إلا أن يقسطوا) بضم الياء من الإقساط أي إلا أن يقسطوا ويعدلوا ويوفوا (لهن) حقها من الصداق (ويبلغوا بهن) وفي رواية البخاري لهن أي ويكملوا لهن (أعلى سنتهن) أي طريقتهن (من الصداق) وعادتهن في ذلك (وأمروا) وفي رواية البخاري فأمروا أي فأمر الأولياء (أن ينكحوا) ويتزوجوا (ما طاب) وحل (لهم من النساء سواهن) أي سوى اليتامى من النساء الأجنبيات، وقد تقرر أن (ما) لا تستعمل في ذوي العقول واستعملها لهن هنا نظرًا إلى معنى الصفة كأنه قيل فانكحوا النوع الطيب من النساء أي الحلال أو المشتهى، والثاني أرجح لاقتضاء المقام له ولأن الأمر بالنكاح لا يكون إلا في الحلال فوجب الحمل على شيء آخر أو إجراء لهن مجرى غير العقلاء لنقصان عقلهن كقوله: {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيمَانُهُنَّ} اهـ قسط.

(قال عروة) بن الزبير بالسند السابق (قالت عائشة ثم إن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي طلبوا منه الفتيا في أمر النساء (بعد) نزول (هذه الآية) وهي قوله: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} (فيهن) أي في يتامى النساء (فأنزل الله عزَّ وجلَّ) معطوف على استفتوا أي أنزل في وسط هذه السورة ({وَيَسْتَفْتُونَكَ}) أي يستخبرك ويسألك يا محمد جماعة من الصحابة ما أشكل

<<  <  ج: ص:  >  >>