المؤلف في أربعة أبواب تقريبًا (عن أبيه) عبد الرحمن بن يعقوب الجهني مولاهم، أبي العلاء المدني، ثقةٌ من الثالثة، روى عن أبي هريرة في الإيمان وغيره (عن أبي هريرة) عبد الرحمن بن صخر الدوسي المدني، وهذا السند من خماسياته، رجاله أربعة منهم مدنيون، وواحد منهم إما بغدادي أو بغلاني أو مروزي والله أعلم.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بادروا) أي أسرعوا (بـ) ـفعل (الأعمال) الصالحة، وسابقوا إليها (فتنًا) أي قبل هجوم فتن ومحن مانعة لكم عنها، سالبة لشرطها المصحح لها، الذي هو الإيمان، متراكمة عليكم (كـ) ـتراكم (قطع) ظلمات (الليل المظلم) غير المقمر، المانعة من رؤية الأشياء المحسوسة بحاسة البصر، من أثر تلك الفتن أنه (يصبح الرجل) وكذا المرأة، أي يكون الرجل في الصباح (مومنًا) عاملًا للأعمال الصالحة (ويُمسي) أي ويكون ذلك الرجل الذي أصبح مؤمنًا في مساء ذلك اليوم (كافرًا) أي مسلوب الإيمان، مُعرضًا عن الأعمال الصالحة، لسرعة انقلاب حاله من الصلاح إلى الفساد بسبب تراكم تلك المحن، وغلبتها على قلبه، المفسدة له بما أثرت فيه من القسوة، وأوفي قوله (أو) قال الرسول صلى الله عليه وسلم أو أبو هريرة، أو من دونه (يُمسي) الرجل (مومنًا) أي يكون في المساء مؤمنًا عاملًا بالأعمال الصالحة (ويصبح) ذلك الرجل المؤمن في المساء، أي يكون في الصباح (كافرًا) أي مسلوب القلب عن الإيمان، كثير الخطأ والعصيان، راكبًا مراكب الهوى والطغيان، الشك من الراوي، إما من أبي هريرة فيما قال الرسول صلى الله عليه وسلم من الكلمتين، أو ممن دونه، وجملة قوله (يبيع دينه) حال من اسم يُمسي أو يصبح، أي يمسي كافرًا حالة كونه يستبدل دينه (بعرض) زائل وحُطام فانٍ، ومتاع يسير (من) زخارف (الدنيا) الدنية والجيفة الخسيسة عند أهل الله سبحانه، والعرض هنا بفتح العين والراء بمعنى المتاع العارض السريع الزوال، وأما هو بسكونها فهو ضد الطول، وأما بسكونها مع كسر العين فهو موضع المدح والذم من الإنسان والنسب.
وعبارة المفهم هنا (وقوله بادروا بالأعمال فتنًا) أي سابقوا بالأعمال الصالحة قبل