للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "لا يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَال: هذَا: خَلَقَ اللهُ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذلِكَ شَيئًا فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ"

ــ

(عن هشام) بن عروة بن الزبير الأسدي، أبي المنذر المدني، ثقة فقيه ربما دلس، من الخامسة مات سنة (١٤٥) خمس وأربعين ومائة، وله (٨٧) سبع وثمانون سنة، وتكلم فيه مالك وغيره، روى عنه المؤلف في أربعة عشر بابًا تقريبًا (عن أبيه) عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، أبي عبد الله المدني، أحد الفقهاء السبعة، ثقة فقيه مشهور، من الثانية مات سنة (٩٤) أربع وتسعين على الصحيح، روى عنه المؤلف في عشرين بابا تقريبًا.

(عن أبي هريرة) عبد الرحمن بن صخر الدوسي المدني، وهذا السند من خماسياته، رجاله ثلاثة منهم مدنيون، وواحد كوفي، وواحد بغدادي (قال) أبو هريرة (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يزال) أي لا يبرح (الناس يتساءلون) أي يسأل بعضهم بعضًا عمن خلق الأشياء، كأن يقول قائل منهم من خلق الأرض؟ من خلق السموات؟ من خلق الجبال والأشجار مثلًا؟ (حتى) يصل تساؤلهم إلى أن (يقال: هذا) المذكور بقولهم (خلق الله) سبحانه وتعالى (الخلق) أي العالم كلهم (فمن خلق الله؟ ) تعالى علوًا كبيرًا، وأوجده لأنَّ كل موجود لا بد له من مُوجد وصانع، واسم الإشارة نائب فاعل ليقال، والجملة بعده بدل منه على كونها نائب فاعل ليقال.

قال الأبي: قوله (حتى يقال هذا) إلخ والنائب مناب الفاعل في يقال اسم الإشارة، وصح ذلك فيه وهو مفرد، مع أن مقول القول لا يكون إلا جملة لأنه يؤدي معنى الجملة التي بعده، لأنها المشار إليها، والقول كما تحكى به الجملة، يُحكى به المفرد المؤدي معناها نحو قلت خطبة، لأنَّ خطبة في معنى الكلام الذي خطب به.

ويصح في اسم الإشارة أن يكون مبتدأ والخبر محذوفًا، أي هذا معلومٌ، والجملة من المبتدأ والخبر هي النائبة مناب الفاعل في يقال، والله خلق الخلق بيان لجملة الإشارة اهـ.

(فمن وجد) وعرف (من ذلك) الخاطر الباطل في نفسه (شيئًا) ما (فـ) ليعرض عنه و (ليقل) في دفعه (آمنت) وصدقت (بـ) وجود (الله) سبحانه وتعالى متصفًا بكل الكمالات،

<<  <  ج: ص:  >  >>