(قال) عبد بن حميد (حَدَّثني يعقوب) وأتى بالعناية في قوله (يعني ابن إبراهيم بن سعد) إشعارًا بأن هذه النسبة من زيادته، القُرشيّ الزُّهْرِيّ، أبو يوسف المدنِيُّ، ثِقَة من التاسعة، مات سنة (٢٠٨) روى عنه المؤلف في (٤) أبواب تقريبًا.
قال يعقوب (حَدَّثَنَا أبو أويس) عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي المدنِيُّ، ووالد إسماعيل بن أبي أويس حليف بني تميم من قريش، روى عن الزُّهْرِيّ في الإيمان, والعلاء في الصلاة، ويروي عنه (م عم) ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، والنضر بن محمَّد، وابناه إسماعيل وأبو بكر عبد الحميد، ومنصور بن أبي مزاحم، وثقه أَحْمد، قال الرشيد: أبو أويس أخرج له في (م) في المتابعات ولم يحتج به، وقال في التقريب: صدوق يهم، من السابعة مات سنة (١٦٧) سبع وستين ومائة، روى عنه المؤلف في بابين.
(عن) محمَّد بن مسلم بن شهاب (الزُّهْرِيّ) أن سعيد بن المسيّب، وأبا عبيد أخبراه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والكاف في قوله (كرواية مالك) في محل النصب اسم بمعنى مثل مفعول ثان لحدثنا أبو أويس، والتقدير حَدَّثَنَا أبو أويس عن الزُّهْرِيّ مثل رواية مالك، وحديثه (بإسناده) أي بإسناد مالك (و) لكن (قال) أبو أويس في روايته (ثم قرأ) رسول الله صلى الله عليه وسلم (هذه الآية حتَّى أنجزها) أي حتَّى أتمها، بدل رواية مالك حتَّى جازها، وهذا بيان لمحل المخالفة بين الروايتين: رواية مالك ورواية أبي أويس.
وهذا السند من سداسياته، رجاله خمسة منهم مدنيون، وواحد كسي، وغرضه بسوقه بيان متابعة أبي أويس لمالك في رواية هذا الحديث عن الزُّهْرِيّ، وفائدة هذه المتابعة بيان كثرة طرقه, لأن أَبا أويس صدوق يهم، ومالك من أوثق النَّاس فلا يصلح أبو أويس لتقوية مالك، ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلَّا حديث أبي هريرة، وذكر فيه متابعتين والله سبحانه وتعالى أعلم.