(الزُّهْرِيّ) المدنِيُّ (أن سعيد بن المسيّب وأبا عبيد) بضم العين مصغرًا، بلا تاء تأنيث، مولى عبد الرَّحْمَن بن أزهر القُرشيّ الزُّهْرِيّ المدنِيُّ، كان من فقهاء أهل المدينة ومتقنيهم، روى عن أبي هريرة في الإيمان وغيره، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه في الصوم، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في الضحايا، ويروي عنه (ع) والزهري وسعيد بن خالد، وقال في التقريب: ثِقَة من الثَّانية، مات سنة (٩٨)(أخبراه) أي أخبرا وحدثا للزهري (عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وهذا السند من سداسياته، رجاله أربعة منهم مدنيون، واثنان بصريان، ومن لطائفه أنَّه اجتمع فيه ثلاث من الأتباع: مالك والزهري وسعيد بن المسيّب، وغرضه بسوقه بيان متابعة مالك بن أنس ليونس بن يزيد في رواية هذا الحديث عن الزُّهْرِيّ، وفائدة هذه المتابعة تقوية السند الأول.
والجار والمجرور في قوله (بمثل حديث يونس عن الزُّهْرِيّ) متعلق بما عمل في المتابع، أي حَدَّثَنَا مالك عن الزُّهْرِيّ بمثل ما حدث يونس عن الزُّهْرِيّ، وقوله (وفي حديث مالك) استثناء من المماثلة، أي ولكن في رواية مالك ({وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}) بلا ذكر لفظة بلى، وبزيادة قوله (قال) أبو هريرة (ثم قرأ) رسول الله صلى الله عليه وسلم (هذه الآية) أي آية قصة إبراهيم (حتَّى جازها) أي حتَّى جاوزها وفرغ منها بقوله: {قَال فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه فقال:
(٢٨٧) - متا (٠٠)(٠٠)(حدثناه) أي حَدَّثَنَا الحديث المذكور، يعني حديث أبي هريرة (عبد بن حميد) بن نصر الكسي، ثِقَة من الحادية عشرة، مات سنة (٢٤٩) روى عنه المؤلف في (١٢) بابًا تقريبًا.