عن نفسه ما قاله تواضعًا وإيثارًا للإبلاغ في بيان كمال فضيلة يوسف - عليه السلام - والله أعلم.
وشارك المؤلف رحمه الله تعالى في رواية هذا الحديث البخاري في كتاب التفسير، وابن ماجه في الفتن.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه فقال:
(٢٨٦) - متا (٠٠)(٠٠)(وحدثني به) أي بهذا الحديث المذكور، وجملة قوله (إن شاء الله) سبحانه وتعالى معترضة بين الفعل والفاعل جاء بها للتبرك لا للشك، وقد اعترض بها على مسلم من لا علم عنده ولا خبرة لديه فقال كيف يحتج مسلم بشيء يشك فيه، وهذا الاعتراض خيال باطل من قائله، فإن مسلمًا رحمه الله تعالى لم يحتج بهذا الإسناد، وإنما ذكره متابعة واستشهادًا للسند الأول، وقد قدمنا أنهم يحتمل عندهم في المتابعات والشواهد ما لا يحتمل في الأصول والله أعلم اهـ نووي.
أي وحدثني (عبد الله بن محمد بن أسماء) بن عبيد بن مخراق، إن شاء الله تعالى تحديثه إياي ما سيأتي (الضبعي) بضم المعجمة وفتح الموحدة نسبة إلى بني ضبيعة، أبو عبد الرحمن البصري، ابن أخي جويرية بن أسماء، ثقة من العاشرة، مات سنة (٢٣١) روى عنه المؤلف في الإيمان والوضوء وغيرهما، قال عبد الله بن محمد (حدثنا جويرية) مصغرًا ابن أسماء بن عبيد الضبعي أبو المخارق البصري، روى عن مالك في الإيمان، والصلاة، والزكاة، والنكاح، والجهاد وذكر الأنبياء، ونافع في الجهاد، وذكر الجن، وفضل عمر، ويروي عنه (خ م دس ق) وابن أخيه عبد الله بن محمد وابن أخته سعيد بن عامر، وقال في التقريب: صدوق من السابعة، مات سنة (١٧٣) ثلاث وسبعين ومائة، وليس في مسلم جويرية إلا هذا (عن مالك) بن أنس بن مالك الأصبحي، أبي عبد الله المدني، إمام دار الهجرة، قال الشافعي: مالك حجة الله تعالى على خلقه، وقال ابن مهدي: ما رأيت أحدًا أتم عقلًا ولا أشد تقوى من مالك، ثقة حجة فقيه، من السابعة مات سنة (١٧٩) وله (٩٠) سنة، روى عنه المؤلف في (١٧) بابا (عن) محمد بن مسلم