والضمير في قوله (كلهم) عائد إلى ما قبل حاء التحويلات كما هو الاصطلاح له أي كل من سفيان في السند الأول ويونس في السند الثاني، وصالح في السند الثالث رووا (عن) محمَّد بن مسلم بن شهاب (الزُّهْرِيّ) المدنِيُّ ثِقَة متقن من رؤوس الطَّبقة الرابعة مات سنة (١٢٥) والجار والمجرور في قوله (بهذا الإسناد) متعلق بما عمل في المتابع، واسم الإشارة راجع إلى ما بعد شيخ المتابع الذي هو ليث بن سعد أي كل هؤلاء الثلاثة رووا عن الزُّهْرِيّ بهذا الإسناد يعني عن ابن المسيّب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما روى ليث بن سعد عن الزُّهْرِيّ إلَّا فيما سيستثني وهذه الأسانيد الثلاثة الأول منها من خماسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون واثنان كوفيان أو كُوفِيّ وبصري أو كُوفِيّ ونسائي، والثاني منها من سداسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون واثنان مصريان وواحد أيلي، والثالث منها من سباعياته رجاله ستة منهم مدنيون وواحد مكّيّ أو كسي، وغرضه بسوق كل من الثلاثة الأسانيد بيان متابعة سفيان بن عيينة ويونس بن يزيد وصالح بن كيسان لليث بن سعد في رواية هذا الحديث عن الزُّهْرِيّ، وفائدة هذه المتابعة بيان كثرة طرقه مع بيان محل المخالفة فيما استثنى، والله سبحانه وتعالى أعلم.
(و) لكن (في رواية ابن عيينة: إمامًا) قال الأبي: الأظهر أنَّه إمام طاعة خليفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته لا إمام صلاة (مقسطًا) أي عادلًا في خلافته لا جائرًا (وحكمًا عدلًا) أي حاكمًا عادلًا في حكمه وقضائه بين النَّاس لا ظالمًا رائشًا مائلًا عن الحق (وفي رواية يونس) بن يزيد (حكمًا عادلًا، ولم يذكر) يونس في روايته (إمامًا مقسطًا) كما ذكره ابن عيينة (وفي حديث صالح) بن كيسان وروايته (حكمًا مقسطًا كما قال الليث، وفي حديثه) أي في حديث صالح بن كيسان (من الزيادة) على غيره (وحتى تكون السجدة الواحدة) أي ثواب الركعة الواحدة (خيرًا) أي أفضل وأكثر