للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ قَال: "لا تَقُومُ السَّاعةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ. فَيَوْمَئِذٍ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيرًا} [الأنعام: ١٥٨]

ــ

مروزي (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتَّى تطلع الشَّمس) بنفسها حقيقة (من مغربها) أي من أفق غروبها إشعارًا بأن الدنيا قد قرب انتهاؤها (فهذا طلعت) الشَّمس (من مغربها) أي من أفقها الغربي (آمن) بالله وبرسوله وبما جاء به وصدقهما (النَّاس كلهم أجمعون) كتابيين كانوا أو غيرهم لعلمهم أن الدنيا قد قرب انتهاؤها لأن طلوعها من مغربها من أشراطها (فيومئذ) أي فيوم إذ طلعت الشَّمس من مغربها، والظرف متعلق بقوله ({لَا يَنْفَعُ}) وقوله ({نَفْسًا}) مفعول مقدم، وقوله ({إِيمَانُهَا}) فاعل مؤخر، وجملة قوله ({لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ}) أي من قبل طلوعها من مغربها صفة لـ (نفسًا)، وجملة قوله ({أَوْ كَسَبَتْ}) وعملت ({فِي إِيمَانِهَا خَيرًا}) معطوفة على (آمنت)، والتقدير فيومئذ لا ينفع نفسًا لم تكن آمنت من قبل أو لم تكن كسبت في إيمانها خيرًا إيمانها في ذلك اليوم أو كسبها في ذلك اليوم كالإيمان وقت الغرغرة وهذه الجملة نفس آية (١٥٨) من سورة الأنعام، وهذا الحديث من أفراد الإِمام مسلم رحمه الله تعالى لم يخرجه غيره كما في التحفة، وفي هامش الإكمال قوله ({لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ}) في موضع الصفة للنفس أي لا ينفع نفسًا غير مؤمنة قبل إيمانها الآن إيمانها في ذلك اليوم وذلك لإغلاق باب التوبة ورفع الصحف والحفظة، وعدم نفع الإيمان حينئذ كعدم نفعه عند حضور الموت بجامع أن كلًّا منهما عاين أحوال الآخرة فهو في حكم الميت، وهل انقطاع نفع الإيمان والتوبة بأول طلوع لها من أفق من الآفاق بمغربه أو عند طلوعها من كل أفق على أصحابه من مغربهم؟ قولان. اهـ قال القرطبي: ومذهب أهل السنة حمل طلوع الشَّمس من مغربها وغيرها من الآيات على ظاهرها إذ لا إحالة فيها وهي أمور ممكنة في أنفسها وقد تظاهرت الأخبار الصحيحة بها مع كثرتها وشهرتها فيجب التصديق بها ولا يلتفت لشيء من تأويلات المبتدعة والباطنية لها. اهـ مفهم

قال الطيبي: الآيات أمارات للساعة إما على قربها وإما على حصولها، فمن الأول الدجال ونزول عيسى ويأجوج ومأجوج والخسف، ومن الثاني الدخان وطلوع الشَّمس من مغربها وخروج الدابة والنار التي تحشر النَّاس. اهـ وعبارة الأبي هنا. قوله (لا تقوم

<<  <  ج: ص:  >  >>