الزهري، وفي هذه الواو فائدة لطيفة قدمناها في مواضع وهي: أن معمرًا سمع من الزهري أحاديث قال الزهري فيها: أخبرني عروة بكذا وأخبرني عروة بكذا إلى آخرها فإذا أراد معمر رواية غير الأول قال: قال الزهري وأخبرني عروة بالواو ليكون راويًا كما سمع وهذا من الاحتياط والتحقيق والمحافظة على الألفاظ والتحري فيها والله أعلم. انتهى (أنها قالت أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من) جنس (الوحي ... وساق) معمر (الحديث بمثل حديث يونس) بن يزيد وشبهه لفظًا ومعنى إلا ما استثنى منه بقوله (غير أنه) أي لكن أن معمرًا (قال) في روايته (فوالله لا يحزنك الله أبدًا) بضم الياء وسكون الحاء وكسر الزاي أي لا يوقعك الله سبحانه في الحزن والهم في جميع الأزمنة المستقبلة (و) غير أنه (قال) أي معمر في روايته (قالت خديجة أي ابن عم اسمع من ابن أخيك) ما يقول من عجائب ما رأى، وفي هذه الرواية إبدال الحاء المهملة من الخاء المعجمة والنون من الياء في قوله (لا يحزنك) بدل لا يخزيك والحزن لازم يتعدى بالحرف كقوله تعالى: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيهِمْ} ويتعدى بالهمزة كقوله: {فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ} وضبط بالوجهين هنا كما مر، وزيادة (ابن) على (عم) في قوله (أي ابن عم) والكلام هنا على حقيقته فلم يتابعه في هذا اللفظ فإن قول خديجة في رواية يونس (أي عم اسمع) كما مر ففيه مجاز على هذه الرواية، ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
(٣٠٨) - (٠٠)(٠٠) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث) بن سعد الفهمي مولاهم أبو عبد الله المصري ثقة من (١١) مات سنة (٢٤٨) روى عنه في الإيمان والفتن وغيرهما عن أبيه (قال) عبد الملك (حدثني أبي) شعيب بن الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي مولاهم من قيس عيلان أبو عبد الملك المصري روى عن أبيه في الإيمان وغيره ويروي عنه (م د س) وابنه عبد الملك ثقة من (١٠) مات سنة (١٩٩) روى