الوادي) أي فصرت في بطن وادي مكة (فنوديت) من فوقي أي ناداني مناد لم أر شخصه بقوله يا محمد أو يا رسول الله (فنظرت) طلبًا لرؤية شخصه (أمامي) وقدامي (وخلفي) وورائي (وعن يميني وعن شمالي فلم أر أحدًا) من الناس (ثم نوديت) يا محمد مرة ثانية (فنظرت) جميع جهاتي (فلم أر أحدًا) من الناس أيضًا (ثم نوديت) مرة ثالثة (فرفعت رأسي) إلى جهة السماء (فإذا هو) أي الملك الذي جاءني بحراء جالس (على العرش) أي على الكرسي الموضوع (في الهواء) كما صرح به في الرواية الأخرى "على كرسي بين السماء والأرض" قال أهل اللغة: العرش هو السرير وقيل سرير الملك قال الله تعالى: {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} و (الهواء) بالمد هنا، ويكتب بالألف هو الجو بين السماء والأرض كما صرح به في الرواية الأخرى والهواء أيضًا الخالي كقوله تعالى:{وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} وقوله (يعني) النبي صلى الله عليه وسلم بالذي على العرش (جبريل - عليه السلام -) كلام مدرج من جابر أو ممن دونه (فأخذتني) أي فلما رأيته أصابتني (رجفة شديدة) أي رعدة شديدة وهزة واضطراب شديد، قال النواوي: هكذا هو في الرواية المشهورة (رجفة) بالراء، قال القاضي ورواه السمرقندي (وجفة) بالواو وهما صحيحان متقاربان ومعناهما الاضطراب.
قال الأبي: ودلت هذه الأحاديث على أن للملائكة عليهم السلام صورًا مخصوصة بهم خلقوا عليها في الأصل كل منهم على ما خلق عليه وشكل، ثم إن الله سبحانه أقدرهم على التشكل بأي صورة شاؤوا من صورة بني آدم وغيرها لكن على صورة حسنة. اهـ
(فأتيت) أهلي (خديجة) بنت خويلد رضي الله تعالى عنها (فقلت) لها (دثروني) بكسر المثلثة المشددة على صيغة الأمر مع ضمير الجمع تعظيمًا لأهله على عادة العرب أي لفوني بالثياب لتزول عني الرعدة (فدثروني) بفتحها على صيغة الماضي (فصبوا) بفتح الصاد المهملة على صيغة الماضي (علي) أي على جسدي (ماء) باردًا لتزول عني الحرارة