المرجع (دابة أبيض) ذكر الوصف ولم يقل بيضاء اعتبارًا بمعنى البراق وكذا قوله (طويل) ولو نظر لفظ دابة لقال طويلة (فوق الحمار) في الكبر (ودون البغل) في الصغر (يضع حافره) أي طرف رجله الذي هو بمنزلة قدم الإنسان في الدابة (عند منتهى طرفه) أي عند نهاية بصره والطرف بسكون الراء البصر يعني أنه سريع بعيد الخطو تفسير من النبي صلى الله عليه وسلم أو من الراوي على طريق النقل.
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فركبته) أي ركبت البراق ومشيت به (حتى أتيت بيت المقدس) بفتح الميم وسكون القاف وبضم الميم وفتح القاف وشد الدال لغتان مشهورتان فعلى التخفيف يحتمل أنه مصدر كالمرجع أي بيت القدس والطهر الذي قدس وطهر عن أن يعبد فيه الأصنام ويحتمل أنه اسم مكان أي بيت المكان الذي فيه التقديس أي الطهارة إما من الأصنام أو من الذنوب (فريطته) أي ربطت البراق وقيدته بالحبل، يقال ربط من باب ضرب يربط ربطًا (بالحلفة) أي بحلقة باب مسجد بيت المقدس قاله صاحب التحرير، والمشهور في الحلقة سكون اللام وحكى الجوهري فيها الفتح، وجمعها على السكون حلق بفتح الحاء وكسرها وعلى الفتح حلق وحلقات، وفي ربطه دليل على أن اتخاذ الأسباب والاحتياط في الأمور لا ينافي التوكل وقوله (التي) صفة للحلقة (يربط) بالياء التحتانية وفي نسخة (تربط) بالفوقية وكلاهما صحيح من حيث العربية على تأويل الجمع أو الجماعة وذكَر الضميرُ في قوله (به) مع عوده إلى الحلقة على تأويلها بالحديد والحلقة ما يدخل فيه الغلق أي فربطته بالحديد الذي يَربط به (الأنبياء) أي أنبياء الأمم السابقة دوابهم أو براقهم على ما قيل إذا جاؤوا مسجد بيت المقدس لزيارته.
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثم) بعد ربطها بالحلقة (دخلت المسجد) أي مسجد بيت المقدس (فصليت فيه) أي في المسجد (ركعتين) تحيته، قال الأبي: وفي السير أنه وجد فيه نفرًا من الأنبياء فصلى بهم، وفي الترمذي عن حذيفة أنه أنكر أن يكون صلى فيه، وقال: ما زايل ظهر البراق حتى رأى الجنة والنار وما وعده الله تعالى ثم رجع