للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِذَا أَنَا بِابْنَيِ الْخَالةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَيحْيَى بْنِ زَكَرِيَّاءَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِمَا، فَرَحَّبَا وَدَعَوَا لِي بِخَيرِ، ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ. فَاستَفْتَحَ جِبْرِيلُ. فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَال: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَال: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيهِ؟ قَال: قَدْ بُعِثَ إِلَيهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ، إِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ،

ــ

الثانية (فـ) لما علونا السماء الثانية (إذا أنا) راءٍ (بابني الخالة عيسى ابن مريم وبحيى بن زكرياء صلوات الله) تعالي وسلامه (عليهما) وعلى سائر الأنبياء والمرسلين أي بابنين يقال لكل واحد منهما هو ابن خالة الآخر لأن أم مريم حنة بنت فاقوذا وأم يحيى إيشاع بنت فاقوذا وفي الحقيقة أم يحيى خالة لمريم لا لعيسى، قال الأزهري: قال ابن السكيت: يقال هما ابنا عم ولا يقال ابنا خال، ويقال هما ابنا خالة ولا يقال ابنا عمة، قال الأبي وفي العتبية: قال مالك: بلغني أن عيسى ويحيى ابنا خالة وأن حملهما كان معًا ولكن يحيى أكبر من عيسى بستة أشهر وأن أم يحيى قالت لمريم: إني أجد ما في بطني يسجد لما في بطنك لتفضيله بما أوتي من الآيات من إحياء الموتى وغيره ولم تكن ليحيى عيشة إلا عشب الأرض وإنه كان يبكي من خشية الله حتى لو كان على خده القار لأذابه دهان بخده للدموع لمجرى، والحديث وما في العتبية يردان ما قيل إن أم يحيى خالة لمريم لا لعيسى. اهـ منه.

(فرحبا) بي أي قالا لي مرحبًا أي صادفت رحبًا وسعة لا ضيقًا (ودعوا لي بخير) عظيم، وذكر صلى الله عليه وسلم في باقي الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم نحوه ففيه استحباب لقاء أهل الفضل بالبشر والترحيب والكلام الحسن والدعاء لهم وإن كانوا أفضل من الداعي، وفيه جواز مدح الإنسان في وجهه إذا أمن عليه الإعجاب وغيره من أسباب الفتنة. اهـ نواوي (ثم عرج بي جبريل إلى السماء الثالثة) وتسمى بـ (قيدوم) وهي من حديد وفي أكثر النسخ (ثم عرج بنا) بضمير الجمع وهو أوفق للسياق وفي هذه النسخة أفرد الضمير نظرًا إلى أنه المقصود بالعروج (فاستفتح جبريل) من خازنها (فقيل) له (من أنت؟ قال) أنا (جبريل، قيل) له (ومن معك؟ قال) جبريل معي (محمد صلى الله عليه وسلم، قيل) لجبريل أ (وقد بعث إليه؟ قال) جبريل (قد بعث إليه ففتح لنا) باب السماء الثالثة (فـ) لما فتح لنا وعلونا عليها (إذا أنا) راء (بيوسف) بن يعقوب عليهما السلام و (إذا هو) أي يوسف (قد أعطي) وألبس (شطر الحسن) ونصف الجمال

<<  <  ج: ص:  >  >>