للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جِبرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَال: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيهِ؟ قَال: قَدْ بُعِثَ إِلَيهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيهِ السَّلامُ، مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْبَيتِ الْمَعْمُورِ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلفَ مَلَكٍ لا يَعُودُونَ إِلَيهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِي إِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهى،

ــ

(جبريل، قيل) له (ومن معك؟ قال) جبريل معي (محمد صلى الله عليه وسلم، قيل) لجبريل أ (وقد بعث إليه؟ قال) جبريل نعم (قد بعث إليه ففتح لنا) باب السماء السابعة (فـ) لما علونا السماء السابعة (إذا أنا) راء (بإبراهيم) الخليل (- عليه السلام -) حالة كونه (مسندًا ظهره إلى البيت المعمور) قال القاضي عياض: يستدل به على جواز الاستناد إلى الكعبة وتحويل الظهر إليها فإذا جاز فيها ففي غيرها أجوز، ولقاؤه لهم في السماوات على هذا الترتيب يحتمل أنه لتفاوتهم في المنزلة فإن السماوات أيضًا متفاوتة أفضلها السابعة ثم دونها السادسة وهكذا إلى السفلى، وقال ابن بطال: وجدهم كذلك لأنهم سمعوا بقدومه فابتدروه كالغائب فمنهم من أبطأ ومنهم من أسرع، قال: وهذا الجواب عن كونه لقي هؤلاء دون غيرهم من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. اهـ (وإذا هو) أي البيت المعمور (يدخله كل يوم سبعون ألف ملك) يصلون فيه ثم يخرجون منه و (لا يعودون إليه) أبدًا، قال الأبي: ذكر الخطيب البغدادي من طريق عبد الله بن أبي الهذيل قال: البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف دحية أي رئيس مع كل دحية سبعون ألف ملك، وذكر ابن سنجر من حديث أبي هريرة قال في السماء السابعة بيت يقال له المعمور بحيال الكعبة وفي السماء نهر يقال له الحيوان يدخله جبريل كل يوم ينغمس فيه انغماسة ثم يخرج فينتفض انتفاضة يخرج منها سبعون ألف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكًا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور ويصلوا فيه فيدخلون ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبدًا، يُوَلَّى عليهم أحدهم ويؤمر أن يقف بهم من السماء موقفًا يسبحون الله فيه إلى قيام الساعة {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إلا هُوَ}.

قال النبي صلى الله عليه وسلم (ثم ذهب بي) جبريل أي عرج بي لأن هذا هو المعراج الثامن (إلى السدرة المنتهى) أي السدرة التي ينتهي إليها علم ما تحتها من الملائكة فلا يجاوزونها فيطلعوا على ما فوقها وينتهي إليها علم ما فوقها من الملائكة فلا يجاوزونها إلى أسفل فيعلموا ما تحتها فهي كالحد الفاصل بين شيئين أي إلى أعلاها فإن

<<  <  ج: ص:  >  >>