السدرة أصلها في السماء السادسة وأغصانها وفروعها فوق السماء السابعة وهي هكذا في هذه الرواية (السدرة المنتهى) بإدخال الألف واللام عليها، وفي الروايات بعدها (سدرة المنتهى) قال النواوي: عن ابن عباس سميت بذلك لأن إليها ينتهي علم الملائكة عليهم السلام لم يجاوزها أحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن مسعود: سميت بذلك لأن إليها ينتهي ما يهبط من فوق فيقبض عندها وإليها ينتهي ما يعرج من أسفل فيقبض عندها، وفي تفسير ابن سلام عن بعض السلف: سميت بذلك لأن إليها يُنْتَهى بروح المؤمن فتصلي عليها الملائكة. اهـ من الأبي (وإذا ورقها) أي أوراقها (كآذان الفيلة) في الكبر والسعة، والآذان جمع أذن وهي محل حاسة السمع، والفيلة بوزن عنبة جمع قيل حيوان معروف جسيم، قال السهيلي: وفي مسند الحارث "لو غطي بورقة منها هذه الأمة لغطتهم"(وإذا ثمرها) أي ثمارها (كالقلال) في الكبر بكسر القاف جمع قلة بضمها والقلة جرة كبيرة تسع قربتين فأكثر، قال الأبي يعني: قلال هجر لورودها كذلك في الحديث "فإذا ثمرها كقلال هجر" وهجر قرية من قرى المدينة تصنع بها القلال لا هجر التي بأرض البحرين، و (إذا) في الموضعين فجائية (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فلما غشيها من أمر الله) أي قام بها من الحسن والبهاء (ما غشي) ماسم موصول في محل الرفع فاعل غشي من أمر الله حال منها أي فلما غطاها ما غطاها حالة كونه من الحسن والبهاء، وقوله (تغيرت) جواب لـ (ما) أي انتقلت من حالتها الأولى إلى حالة وصفة أحسن منها (فما أحد من خلق الله) تعالى (يستطيع) ويقدر (أن ينعتها) ويصفها (من) كمال (حسنها) وبديع صفتها، ويأتي أنه غشيها فراش من ذهب أي طير صغير، وفي رواية ابن جريج غشيها وأرخي عليها ستور من لؤلؤ وياقوت وزبرجد. وقوله (فأوحى الي) أي أعلم إلي وأظهر لي (ما أوحى) به أي ما أعلم من الأوامر والنواهي ومن أسرار معلوماته، وفيه اختصار أي ثم رفع إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام وهو المعراج التاسع ثم دلي الرفوف فزج به في النور فعند ذلك تأخر جبريل فقال له: أهنا يفارق الخليل خليله؟ فقال له: هذا مكاني فلو فارقته لاحترقت من النور أي ذهب نوري