(فصرعه) أي أسقطه على الأرض بلين ورفق، إذ صرع كل شيء بحسبه وهذا نص في أن الشق كان في بني سعد وقد تقدم الجمع بينه وبين الحديث السابق (فشق) صدره صلى الله عليه وسلم (عن قلبه) وفتحه (فاستخرج القلب) أي فأخرج قلبه من داخل المصدر فالسين والتاء زائدتان (فاستخرج) أي فأخرج (منه) أي من داخل القلب (علقة) أي قطعة دم متجمد فرماها عنه، قال القرطبي: والعلق الدم وهذه العلقة المنتزعة عنه هي القابلة للوساوس والمحركة للشهوات فأزيل ذلك عنه وبذلك أعين على شيطانه حتى سلم منه. اهـ وقال السهيلي: هذه العلقة يحتمل أنها الجزء الذي يغمزه الشيطان من كل مولود إلا من عيسى وأمه عليهما السلام لقول أمها {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ} ولا يدل ذلك أن عيسى - عليه السلام - أفضل لأن النبي صلى الله عليه وسلم أزيل ذلك عنه وغسل أثره وملئ حكمة وإيمانًا، وقال القاضي عياض: ويحتمل أنها الجزء الذي يعلق بحب الدنيا وميل الشهوات ويعرض له السهو والنسيان وغير ذلك من طرق الشيطان، ويحتمل أنها الجزء القابل للوسوسة بتقدير العزيز العليم فطرح ثم غسل أثره حتى لا يجد الشيطان إليه سبيلًا كما طرحت عن يحيى - عليه السلام - شهوة النساء. اهـ وقال أيضًا: وإزالة حظ الشيطان يدل على عصمته منه في العلم والجسم وغير ذلك (فقال) جبريل - عليه السلام - (هذا) الجزء المخرج منك (حظ الشيطان) أي مركز تسلط الشيطان ومحل وسوسته (منك) أي من قلبك (ثم غسله) أي غسل قلبه صلى الله عليه وسلم من أثر تلك العلقة ودمها (في طست) بفتح الطاء وإسكان السين المهملتين إناء معروف وهي مؤنثة، وحكى القاضي كسر الطاء لغة والمشهور الفتح أي في إناء (من ذهب بماء زمزم ثم لأمه) بوزن ضربه أي ضم القلب المشقوق بعضه إلى بعض وجمعه وليس في هذا ما يوهم جواز استعمال إناء الذهب لنا فإن هذا فعل الملائكة الكرام واستعمالهم، وليس بلازم أن يكون حكمهم حكمنا، ولأنه كان في أول الأمر قبل تحريم النبي صلى الله عليه وسلم أواني الذهب والفضة (ثم أعاده) أي أعاد جبريل قلبه صلى الله عليه وسلم (في مكانه) أي في مكان القلب داخل الصدر وخاطه كما يفهم من كلام أنس الآتي بقوله "قد كنت