الأسود، وقوله (ثم أنزلت) قال القاضي: رويناه عن الأكثر بضم الهمزة والتاء، فقال القاضي الوقشي- وكان معتنيًا بالألفاظ المشكلة متجاسرًا على إصلاحها برأيه: وهو تصحيف وصوابه: (تركت) إذ لا معنى لأنزلت، فعرضت قوله على شيخنا الحافظ ابن سرَّاج فقال: هذا تكلف وأنزلت بمعنى تركت معروف لغة ثم ظهر لي بعد ذلك أن أنزلت على بابها من الوضع بعد الرفع لأن معنى انطلقوا بي إلى حيث شقوا المصدر ثم ردوه وأنزلوه في الموضع الذي حمل منه ولم أزل أنا وغيري نعد هذا وما قبله من غرائب المعاني ودقائق كشف المشكلات حتى أوقفتني المطالعة على ما هو الجلاء فيه فإذا الحديث مقتطف من حديث طويل اقتصر فيه الراوي على ما ذكر في الأم وأحال على بقية الحديث وذلك يوجب أن تكون اللفظة مضبوطة بضم الهمزة وسكون التاء لأن البرقاني ذكر الحديث بطوله بسند مسلم قال فيه: "ثم أنزلت طست مملوءة حكمة وإيمانًا ثم حشي صدري بها" ثم ذكر بقية الحديث فاقتصر في الأم على (أنزلت) اهـ إكمال المعلم.
وهذا الحديث أيضًا من أفراد مسلم رحمه الله تعالى، ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أنس هذا رضي الله تعالى عنه فقال:
(٣١٦) - (. . .)(. . .)(حدثنا شيبان بن فروخ) الحبطي أبو محمد الأبلي ثقة من (٩) قال شيبان: (حدثنا حماد بن سلمة) الربعي مولاهم أبو سلمة البصري ثقة من (٨)(حدثنا ثابت) بن أسلم بن موسى (البناني) مولاهم نسبة إلى بنانة قبيلة معروفة أبو محمد البصري ثقة من (٤)(عن أنس بن مالك) الأنصاري البصري، وهذا السند من رباعياته رجاله كلهم بصريون إلا شيبان بن فروخ فإنه أبلي، وغرضه بسوق هذا السند بيان متابعة حماد بن سلمة لسليمان بن المغيرة في رواية هذا الحديث عن ثابت البناني، وفائدة المتابعة بيان كثرة طرقه وكرر متن الحديث لما في هذه الرواية من المخالفة للرواية الأولى (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل صلى الله عليه وسلم وهو يلعب) أي والحال أنه صلى الله عليه وسلم صغير يلعب (مع الغلمان) أي مع غلمان بني سعد (فأخذه) أي فأخذ جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمسكه من بين الغلمان