عادي، وكانت جل أحواله صلى الله عليه وسلم خارقة للعادة إما معجزة وإما كرامة، وقال بعضهم: وهذا الشق إشارة إلى ما كثر في أمته في آخر الزمان من العمليات الباطنية المستغربة التي أوصل إليها العلم الحديث. اهـ
وقال القرطبي أيضًا: وهذا الشق المذكور في حديث أنس رضي الله عنه هو غير الشق المذكور في حديث أبي ذر ومالك بن صعصعة الآتي بدليل اختلاف الزمانين والمكانين والحالين، أما الزمانان فالأول في صغره والثاني في كبره، وأما المكانان فالأول كان ببعض جهات مكة عند مرضعته والثاني عند البيت، وأما الحالان فالأول نزع من قلبه ما كان يضره وغسل وهو إشارة إلى عصمته والثاني غسل وملئ حكمة وإيمانًا وهو إشارة إلى التهيؤ إلى مشاهدته ما شاء الله أن يشهده، ولا يلتفت إلى قول من قال إن ذلك كان مرة واحدة في صغره وأخذ يُغلِّط بعضَ الرواة الذين رووا أحد الخبرين فإن الغلط به أليق والوهم منه أقرب، فإن رواة الحديثين أئمة مشاهير حفاظ ولا إحالة في شيء مما ذكروه ولا معارضة بينهما ولا تناقض فصح ما قلناه وبهذا قال جماعة من العلماء منهم القاضي المهلب بن أبي صفرة في شرح مختصر صحيح البخاري، والله تعالى أعلم.
وحديث أنس هذا بهذا اللفظ شارك المؤلف في روايته أحمد (٣/ ٢٨٨) والنسائي (١/ ٢٢٤ - ٢٢٥) ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث أنس رضي الله تعالى عنه فقال:
(٣١٧) - (. . .)(. . .)(حدثنا هارون بن سعيد) بن الهيثم التميمي السعدي مولاهم أبو جعفر (الأيلي) نزيل مصر ثقة من العاشرة مات سنة (٢٥٣) روى عن ابن وهب في الإيمان وغيره، قال هارون (حدثنا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري ثقة حافظ عابد من التاسعة مات سنة (١٩٧) روى عنه في (١٣) بابًا تقريبًا (قال) عبد الله بن وهب (أخبرني سليمان) بن بلال القرشي التيمي أبو محمد أو أبو أيوب المدني ثقة من الثامنة مات سنة (١٧٧) سبع وسبعين ومائة روى عنه في (١٣) ثلاثة عشر بابًا تقريبًا، وأتى بـ (هو) في قوله (وهو ابن بلال) إشارة إلى أن هذه النسبة لم يسمعها من شيخه بل ذكرها من عند نفسه إيضاحًا للراوي (قال) سليمان