(حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر) أبو عبد الله القرشي المدني روى عن أنس بن مالك في الإيمان والصلاة، وعبد الرحمن بن أبي سعيد في الوضوء وكريب في الصلاة والجنائز وعطاء بن يسار في الجنائز والزكاة وعبد الرحمن بن أبي عمرة في الزكاة، وعبد الله بن أبي عتيق في الأطعمة، وسعيد بن المسيب في الفضائل، ويروي عنه (خ م د س ق) ومالك والثوري ومحمد وإسماعيل ابنا جعفر بن أبي كثير وسليمان بن بلال، قال أحمد: ثقة كثير الحديث، وقال في التقريب: صدوق يخطئ من الخامسة مات سنة أربعين ومائة (١٤٠) روى عنه في (٧) أبواب (قال) شريك (سمعت أنس بن مالك) الأنصاري البصري، وهذا السند من خماسياته رجاله اثنان منهم مدنيان واثنان مصريان وواحد بصري، وغرضه بسوقه بيان متابعة شريك لثابت البناني في رواية هذا الحديث عن أنس، وفائدتها بيان كثرة طرقه وكرر من الحديث ما فيه المخالفة بين الروايتين؛ أي سمعت أنسًا حالة كونه (يحدثنا عن) قصة (ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة) المشرفة إلى المسجد الأقصى أي يحدثنا (أنه) أي أن الشأن والحال (جاءه) صلى الله عليه وسلم (ثلاثة نفر) أفرد التمييز على غير قياس لأن القياس جمع تمييز الآحاد بأن يقال ثلاثة أنفار (قبل أن يوحى إليه وهو) صلى الله عليه وسلم (نائم في المسجد الحرام وساق) شريك (نحو حديث ثابت البناني وقدم) شريك (فيه) أي في النحو الذي حدثه (شيئًا) من الحديث على محله في رواية غيره (وأخر) شيئًا آخر منه عن محله (وزاد) شيئًا فيه (ونقص) عنه شيئًا ففي روايته مخالفة لرواية غيره بالتقديم والتأخير والزيادة والنقص.
قال القاضي عياض: حديث شريك وقعت فيه أوهام أنكرها العلماء، وقد نبه على ذلك مسلم بقوله (وزاد ونقص) منها قوله (وذلك قبل أن يوحى إليه) فإنه غلط لأنهم اتفقوا على أن الإسراء كان بعد البعثة، قال الزهري: بخمس سنين، وقال الذهبي: بخمسة عشر شهرًا، وقال ابن إسحاق: أسري به وقد انتشر الإسلام بمكة والقبائل،