للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هَذَا؟ قَال: هَذَا آدَمُ عَلَيهِ السَّلامُ. وَهَذِهِ الأَسْودَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالأسودَةُ التِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى. قَال: ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ. فَقَال لِخَازِنِهَا: افْتَحْ. قَال: فَقَال لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَال خَازِنُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا. فَفَتَحَ".

فَقَال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: "فَذَكَرَ

ــ

تقال عند تأنيس القادم، ولم يقل أحد منهم مرحبًا بالنبي الصادق لأن الصلاح شامل لسائر الخصال المحمودة الممدوحة من الصدق وغيره، فقد جمع بين صلاح الأنبياء وصلاح الأبناء كأنه قال: مرحبًا بالنبي التام في نبوته والابن البار في بنوته، وفي القاموس: رَحُب المكان ككرم وسمع رحبًا بالضم ورحابة فهو رَحْب ورحيب ورحاب بالضم اتسع كأرحب وأرحبه وسعه، وأرحب وأرحبي زجران للفرس أي توسعي وتباعدي، وامرأة رحاب بالضم واسعة، وقولهم مرحبًا وسهلًا أي صادفت سعة لا ضيقًا. اهـ منه

(قال) النبي صلى الله عليه وسلم (قلت: يا جبريل من هذا؟ ) الرجل القاعد (قال) جبريل - عليه السلام - (هذا) الرجل القاعد (آدم) أبو البشر (- عليه السلام - وهذه الأسودة) التي (عن يمينه وعن شماله نسم بنيه) بفتح النون والسين المهملة جمع نسمة وهي نفس الروح أي أرواح بنيه (فأهل اليمين) منهم أي يمين الرجل هم (أهل الجنة والأسودة التي عن شماله) هم (أهل النار) أعاذنا الله سبحانه وتعالى وجميع المسلمين منها، يحتمل أن النار كانت في جهة شماله ويكشف له عنها حتى ينظر إليهم لا أنها في السماء لأن أرواحهم في سجين الأرض السابعة كما أن الجنة فوق السماء السابعة في جهة يمينه (فإذا نظر قبل يمينه ضحك) فرحًا بصلاحهم ونجاحهم في الدنيا والآخرة (وإذا نظر قبل شماله بكى) تأسفًا بخذلانهم وشقائهم (قال) النبي صلى الله عليه وسلم (ثم عرج) وصعد (بي جبربل) - عليه السلام - (حتى أتى السماء الثانية فقال) جبريل (لخازنها) وبوابها (افتح) لنا الباب (قال) النبي صلى الله عليه وسلم (فقال له) أي لجبريل (خازنها) أي خازن السماء الثانية وبوابها (مثل ما قال خازن السماء الدنيا) وبوابها حرفًا بحرف (ففتح) لنا باب السماء الثانية خازنها (فقال أنس بن مالك) راوي الحديث عن أبي ذر (فذكر) أبو ذر

<<  <  ج: ص:  >  >>