وسكون الموحدة الهذلي أبو نوفل البصري صدوق من الثالثة مات سنة عشرين ومائة (١٢٠)(ما يعني) ويقصد أنس أو النبي صلى الله عليه وسلم بقوله إلى كذا وكذا، (قال) الذي معي يعني أنس أو النبي صلى الله عليه وسلم بقوله إلى كذا وكذا (إلى أسفل بطنه) ومكان سرته (فاستخرج) بالبناء للمفعول أيضًا معطوف على (شرح صدري) أي أخرج الملك (قلبي) من داخل صدري إلى ظاهره (فغسل) قلبي (بماء زمزم) وقوله (ثم أعيد مكانه ثم حشي إيمانًا وحكمة) فيه تقديم وتأخير، والتقدير ثم حشي قلبي وملئ إيمانًا وحكمة ثم أعيد مكانه داخل المصدر.
وفي هذه القصة أدل حجة وأوضح برهان وأصح دليل على مذهب أهل الحق من أن الموت والحياة وسائر الأشياء من فعل الله تعالى وخلقه محضًا ليس يوجبهما سبب ولا تقتضيهما طبيعة ولا يشترط لوجودهما شرط لا يوجدان إلا معه ألبتة إلا من حيث أجرى الله العادة حتى إذا شاء خرقها وأنفذ قدرته كيف شاء وكانت بمجرد قدرته وإرادته خلافًا للفلاسفة ومن ضارع مذهبهم من المعتزلة، فإن شق الجوف وإخراج الحشوة وإخراج القلب وشقه ومعاناته وغسله وإخراج شيء منه كل ذلك مقتل في العادة وسبب يوجد معه الموت لا محالة وقد اجتمعت هذه كلها في هذه القصة ولم يمت صاحبها إذ لم يرد الله موته ولا قضاه بل كانت هذه المهالك في حق غيره أسبابًا لحياة نفسه وقوة روحه وكمال أجره. اهـ من إكمال المعلم.
(ثم) بعد إعادة قلبي مكانه (أتيت) بالبناء للمفعول أي أتاني الملك (بدابة أبيض) ذكر الصفة نظرًا إلى كونها بمعنى المركوب أي أتانى بمركوب أبيض، وجملة قوله (يقال له) أي لذلك المركوب (البراق) أي السريع في السير، سمي به لسرعة سيره كالبرق الخاطف صفة ثانية لـ (دابة)، والظرف في قوله (فوق الحمار) صفة ثالثة لها، وقوله (ودون البغل) معطوف على (فوق) أي أتاني بمركوب أبيض مقول له البراق موسوم بكونه متوسطًا بين هذين الحيوانين (يقع خطوه) أي حافر خطوه، والجملة صفة رابعة لها (عند أقصى طرفه) بفتح الطاء وسكون الراء أي عند آخر موقع طرفه وبصره (فحملت عليه) أي