للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: قَال نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "بَينَا أَنَا عِنْدَ الْبَيتِ بَينَ النَّائِم وَالْيَقْظَانِ، إِذْ سَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: أَحَدُ الثَّلاثَةِ بَينَ الرَّجُلَينِ، فَأُتِيتُ فَانْطُلِقَ بِي. فَأتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشُرِحَ صَدْرِي إِلَى كَذَا وَكَذَا. (قَال قَتَادَةُ: فَقُلْتُ لِلَّذِي مَعِي:

ــ

الغساني: هكذا هذا الحديث بالشك عن أبي أحمد الجلودي وعند غيره عن قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة بغير شك، قال الدارقطني: لم يروه عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة غير قتادة والله أعلم، وأما مالك بن صعصعة فهو مالك بن صعصعة بن وهب بن عدي بن مالك الأنصاري النجاري المازني له صحبة، له خمسة أحاديث اتفقا على حديث المعراج روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في المعراج ويروي عنه أنس بن مالك و (خ م ت س) وقال في التقريب: صحابي روى عنه أنس حديث المعراج وكأنه مات قديمًا (قال) مالك بن صعصعة (قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: بينا أنا عند البيت) أي بين أوقات كوني عند البيت الكعبة المشرفة حالة كوني (بين) حالة (النائم) التي هي الغفلة وعدم العلم بالشيء (و) بين حالة (اليقظان) والمنتبه التي هي التيقظ والعلم بالشيء أي كان حالي بين الحالتين حالة النوم وحالة اليقظة، وقد احتج بهذا الحديث أن الإسراء كان منامًا، قال القاضي: ولا حجة فيه لاحتمال أن يكون ذلك في أول وصول الملك إليه وليس فيه ما يدل على أنه كان نائمًا في جميع القضية، وقال السهيلي: إنه كان مرتين، والصحيح أن الإسراء كان يقظة لا منامًا (إذ سمعت قائلًا يقول) هو أي محمد المطلوب لنا (أحد الثلاثة) النائم (بين الرجلين) منهم أي وسطهما، روي أنه كان نائمًا معه حينئذ عمه حمزة بن عبد المطلب وابن عمه جعفر بن أبي طالب كما في شروح البخاري في كتاب بدء الخلق وكتاب التوحيد (فأتيت) بالبناء للمفعول أي أتاني الملك في محل نومي (فـ) أخذني و (انطلق بي) أي ذهب بي إلى موضع زمزم (فأتيت) بالبناء للمفعول أي أتاني الملك (بطست) أي بإناء (من ذهب فيها) أي في تلك الطست شيء مالئ (من ماء زمزم) بالصرف وعدمه فغسلت به (فشرح) بالبناء للمفعول أي فشق (صدري) من نحري (إلى كذا) أي إلى مراق بطني (و) إلى (كذا) أي وإلى سرتي، قال سعيد بن أبي عروبة (قال) لنا (قتادة) بن دعامة (فقلت لـ) الرجل (الذي) هو جالس (معي) عندما حدثنا أنس بن مالك هذا الحديث، وفي صحيح البخاري (فقلت للجارود وهو إلى جنبي) وهو الجارود بن أبي سبرة بفتح المهملة

<<  <  ج: ص:  >  >>