ذلك لأنه صلى الله عليه وسلم من ذرية إسماعيل وموسى من ذرية إسحاق وهما ابنا عم (والنبي الصالح فلما جاوزته) أي جاوزت موسى (بكى) موسى شفقة على قومه لما كان من ضلالهم ولما فاته من ثواب اتباعهم (فنودي) من الله تعالى فقيل له (ما يبكيك؟ ) أي أي شيء جعلك باكيًا يا موسى (قال) موسى يا (رب هذا) الأخ (غلام) خلق بعدي و (بعثته) وأرسلته (بعدي) حالة كونه (يدخل من أمته الجنة) عدد (أكثر مما يدخل) أي من العدد الذي يدخل (من أمتي) قال النواوي: معنى هذا أن موسى - عليه السلام - حزن على قومه لقلة المؤمنين منهم مع كثرة عددهم فكان بكاؤه حزنًا عليهم وغبطة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم على كثرة أتباعه، والغبطة في الخير محبوبة لا مذمومة كالحسد، ومعنى الغبطة أنه ود أن يكون من أمته المؤمنين مثل هذه الأمة لا أنه ود أن يكونوا أتباعًا له وليس لنبينا صلى الله عليه وسلم مثلهم، والحاصل أنه إنما بكى حزنًا على قومه وعلى فوات الفضل العظيم والثواب الجزيل بتخلفهم عن الطاعة فإن من دعا إلى خير وعمل الناس به كان له مثل أجورهم كما جاءت به الأحاديث الصحيحة ومثل هذا يبكى عليه ويحزن على فواته. اهـ منه والله أعلم.
(قال) نبي الله صلى الله عليه وسلم (ثم انطلقنا حتى انتهينا إلى السماء السابعة فأتيت) واطلعت (على إبراهيم) - عليه السلام - (وقال) مالك بن صعصعة (في الحديث وحدث نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى) في السماء السابعة (أربعة أنهار يخرج من أصلها) أي من أصل سدرة المنتهى، وساقها كما جاء مصرحًا بها في رواية البخاري في باب حديث الإسراء (نهران ظاهران) أي خارجان من ظاهرها (ونهران باطنان) أي خارجان من باطنها (فقلت: يا جبريل ما هذه الأنهار؟ ) الخارجة منها (قال) جبريل (أما النهران الباطنان فنهران) جاريان (في الجنة) قال مقاتل: الباطنان هما السلسبيل