نافع (قال عبد الله بن عمر) بن الخطاب العدوي أبو عبد الرحمن المكي له [١٦٣٠] حديثًا، روى عنه المؤلف في (١٣) بابًا تقريبًا، وهذا السند من خماسياته ورجاله كلهم مدنيون إلا ابن عمر فإنه مكي، وغرضه بسوقه بيان متابعة موسى بن عقبة لمالك بن أنس في رواية هذا الحديث عن نافع، وفائدة هذه المتابعة بيان كثرة طرقه (ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا) من الأيام (بين ظهراني الناس) أي حالة كونه جالسًا بين وسط الناس (المسيح الدجال، فقال) في ذكره تفسير لقوله ذكر (إن الله تبارك) أي تزايد وكثر بره وإحسانه لعباده (وتعالى) أي ترفع عما لا يليق به من سمات النقص (ليس بأعور) أي ذا عور وعيب في العين (ألا) أي انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم في بيان صفة الدجال (إن المسيح الدجال) أي الكذاب (أعور عين اليمنى) كذا بالإضافة على ظاهره عند الكوفيين ويقدر فيه مضاف محذوف عند البصريين فالتقدير أعور عين صفحة وجهه اليمنى (كأن عينه) اليمنى أي عين الدجال (عنبة) أي حبة عنب (طافية) أي بارزة مرتفعة خارجة من بين أخواتها (قال) ابن عمر (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أواني) أنا أي رأيت نفسي (الليلة) البارحة (في المنام عند الكعبة فإذا رجل آدم) أي أسمر فاجأني (كأحسن ما نرى من أدم الرجال) أي مثل ما ترى من الرجال الأدم في الجمال والحسن، والأدم جمع آدم كسمر وأسمر وزنًا ومعنى كما مر (تضرب) أي تصل (لمته) أي شعر رأسه المجتمع (بين منكبيه) أي كتفيه (رجل الشعر) بكسر الجيم أي سبط الشعر (يقطر) وينطف (رأسه) أي شعر رأسه (ماء واضعًا) ذلك الرجل (يديه على منكبي رجلين وهو) أي والحال أن ذلك الرجل (بينهما) أي بين الرجلين متعلق بقوله (يطوف بالبيت) والجملة خبر المبتدأ (فقلت) لمن عندي (من هذا؟ ) الطائف (فقالوا) لي: هذا الطائف هو (المسيح ابن مريم، ورأيت وراءه) أي وراء هذا الطائف الذي قالوا فيه هو المسيح