جاء به من الحفظة (منها) أي عندها ولا يقدرون أن يجاوزوها (وإليها) أي إلى السدرة (ينتهي) ويصل (ما يهبط به) بالبناء للمفعول وينزل به (من فوقها) قال في القاموس: هبط يهبط ويهبط هبوطًا من بابي ضرب ونصر إذا نزل من علو وهبطه كنصره أنزله كأهبطه. اهـ (فيقبض) الذي هبط (منها) أي عندها فلا يجاوز به إلى أسفل لأنها حد ما هبط وحد ما عرج (قال) عبد الله بن مسعود ومصداق ما قلته قوله تعالى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى}) وغطاها {مَا يَغْشَى}[النجم: ١٦] ما زاغ بصر محمد صلى الله عليه وسلم والتفت عن الحق سبحانه (قال) عبد الله رضي الله عنه في تفسير {مَا يَغْشَى} الذي يغشاها (فراش من ذهب) أي على لون ذهب، ويروى جراد من ذهب والفراش دويبة ذات جناحين تتهافت في ضوء السراج واحدتها فراشة، وهذا التفسير إشارة إلى ما لا يحصى كثرة وحسنًا من التجليات كما في تبصير الرحمن تفسير القرآن، وفي رواية ابن جريج "غشيها فراش من ذهب وأرخيت عليها ستور من لؤلؤ وياقوت وزبرجد"، وزاد بعضهم في روايته "فلما غشيها من أمر الله ما غشي تحولت ياقوتًا" أو نحو هذا والفراش كل ما يطير من الحشرات الصغار والديدان. اهـ إكمال.
(قال) عبد الله (فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم) تلك الليلة (ثلاثًا) من الجوائز والعطايا (أعطي الصلوات الخمس) المكتوبة أي فرض عليه وعلى أمته تلك الليلة الصلوات الخمس وسميت جائزة باعتبار ما يترتب عليها من الثواب الجسيم (وأعطي) أيضًا (خواتيم سورة البقرة) أي وعد إجابة دعواتها (وغفر لمن [لم] يشرك بالله) سبحانه وتعالى أي ووعد أن يغفر لمن لم يشرك بالله تعالى (من أمته شيئًا) من المعبودات (المقحمات) بالرفع نائب فاعل لغفر أي الذنوب العظام التي تقحم وتهلك مرتكبيها وتوردهم النار وتقحمهم إياها أي تلقيهم فيها والتقحم السقوط والوقوع في المهالك، ومعنى الكلام من مات من هذه الأمة غير مشرك بالله غفر له المقحمات، وعبارة السنوسي: والمقحمات بضم الميم وسكون القاف وكسر الحاء وهي الذنوب العظام