للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَينِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: ٩] قَال: أَخْبَرَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ؛ "أَن النبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتمِائَةِ جَنَاحٍ"

ــ

أو ثلاث وثمانين وهو ابن (١٢٧) مائة وسبع وعشرين سنة، روى عنه في (٣) أبواب وليس في مسلم من اسمه زر إلا هذا الثقة (عن) معنى (قول الله عز) أي اتصف بالكمالات (وجل) أي تنزه عن النقائص {فَكَانَ} مقدار مسافة ما بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين جبريل - عليه السلام - {قَابَ قَوْسَينِ} أي مقدار قوسين عربيين في القرب أي مقدار قرب إحدى قوسين إلى الأخرى، وذَكَر القوس لأن القرآن نزل بلغة العرب والعرب تجعل مساحة الأشياء بالقوس وأصل ذلك أن الحليفين من العرب كانا إذا أرادا عقد الصفاء والحلف والعهد خرجا بقوسيهما فألصقا بينهما يريدان بذلك أنهما متظاهران يحامي كل واحد عن صاحبه، وفي معالم التنزيل: معنى قوله كان بين جبريل ومحمد عليهما السلام مقدار قوسين أنه كان بينهما مقدار ما بين الوتر والقوس كأنه غلب القوس على الوتر وهذا إشارة إلى تأكيد القرب، وقيل معنى {قَابَ قَوْسَينِ} قدر ذراعين ويسمى الذراع قوسًا لأنه يقاس به المذروع أي يقدر فلم يكن قريبًا قرب التصاق ولا بعيدًا بحيث لا يتأتى معه الإفادة والاستفادة وهو الحد المعهود في مجالسة الأحباء المتأدبين، وقيل في الكلام قلب أي وكان مسافة ما بينهما قدر مسافة ما بين قابي قوس لأن لكل قوس قابين وهذا كناية عن شدة الاتصال لأنه ضمه جبريل إلى نفسه حتى سكن عنه الروع، وفي القرطبي: والقاب ما بين المقبض والسية مخففة الياء وهي طرف القوس المنحني، وفي المصباح: سية القوس خفيفة الياء ولامها محذوفة طرفها المنحني ويقال لِسيتِها العليا يدها ولِسيتِها السفلى رجلها.

{أَوْ أَدْنَى} أي بل كان قدر مسافة ما بينهما أقرب من ذلك أي من قاب قوسين على تقديركم أيها المخاطبون كما في قوله {أَوْ يَزِيدُونَ} فأو للشك من جهة العباد، كما أن كلمة لعل كذلك أي للترجي من العباد في مواضع من القرآن فإن التشكيك والترجي لا يصحان على الله تعالى أي لو رآهما راء منكم لقال هو قدر قوسين في القرب أو أدنى أي لالتبس عليه مقدار القرب (قال) زر بن حبيش (أخبرني ابن مسعود) في تفسير ذلك معناه (أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل) - عليه السلام - على صورته الأصلية (له ستمائة جناح) والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>