إخبار عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه عزَّ وجلَّ ليلة المعراج، قال ابن عباس وأبو ذر وإبراهيم التيمي: رآه بقلبه، قال: وعلى هذا رأى بقلبه ربه رؤية صحيحة وهو أن الله تعالى جعل بصره في فؤاده أو خلق لفؤاده بصرًا حتى رأى ربه رؤية صحيحة كما يرى بالعين، قال: وقد ذهب جماعة من المفسرين إلى أنه رآه بعينه وهو قول أنس وعكرمة والحسن والربيع، قال المبرد: ومعنى الآية أن الفؤاد رأى شيئًا فصدق فيه، و (ما رأى) في موضع نصب أي ما كذب مرئيَّه، وقرأ ابن عامر {مَا كَذَبَ} بالتشديد، قال المبرد: معناه أنه رأى شيئًا فقبله، وهذا الذي قاله المبرد على أن الرؤية للفؤاد فإن جعلتها للبصر فظاهر أي ما كذب الفؤاد ما رآه البصر هذا آخر كلام الواحدي.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في أثر عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه فقال:
(٣٣٧) - (٠٠)(٠٠)(حدثنا عبيد الله بن معاذ) بن معاذ (العنبري) نسبة إلى أحد أجداده لأنه من ولد كعب بن العنبر أبو عمرو البصري ثقة من العاشرة، قال عبيد الله (حدثنا أبي) معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبري أبو المثنى البصري ثقة من التاسعة روى عنه في (١٠) أبواب تقريبًا، قال معاذ بن معاذ (حدثنا شعبة) بن الحجاج العتكي أبو بسطام البصري ثقة من السابعة روى عنه في (٣٠) بابًا (عن سليمان الشيباني سمع زر بن حبيش عن عبد الله) بن مسعود، وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون وثلاثة بصريون، وغرضه بسوق هذا السند بيان متابعة شعبة لعباد بن العوام وحفص بن غياث (قال) عبد الله في تفسير قوله {لَقَدْ رَأَى} محمد في تلك الليلة {مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}، قال) ابن مسعود ومن الآيات التي رآها أنه (رأى جبريل في صورته له ستمائة جناح) والمعنى أي وعزتي وجلالي لقد رأى محمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج من الآيات التي هي كبراها وعظماها فأري من عجائب الملك والملكوت ما لا يحيط به نطاق العبارة، فقوله من (آيات ربه) حال قدمت على صاحبها، وكلمة (من) للبيان لأنه المناسب لمرام المقام وهو التعظيم والمبالغة ولذا لم تحمل على التبعيض