({أَوْ}) إلا بأن ({يُرْسِلَ}) إليه ({رَسُولًا}) أي ملكًا مرسلًا ({فَيُوحِيَ}) أي فيوصل ذلك الرسول إليه ({بِإِذْنِهِ}) تعالى وأمره ({مَا يَشَاءُ}) الله تعالى من الوحي. والمعنى أي وما صح لفرد من أفراد البشر أن يكلمه الله إلا على أحد هذه الثلاثة الأوجه: إما أن يلهمه الله الوحي في قلبه لا بواسطة شخص آخر ولا بسمع عين كلام الله تعالى، أو أن يوصل إليه الوحي بإسماع عين كلامه من غير رؤية، أو يوصل إليه الوحي بواسطة شخص آخر وهو جبريل وهذا هو الذي يجري بينه وبين الأنبياء في أكثر الأوقات من الكلام وإن أردت الخوض في هذا المقام تفسيرًا وإعرابًا وغيرهما فراجع تفسيرنا حدائق الروح والريحان فإنه بين بما لا مزيد عليه.
({إِنَّهُ}) تعالى ({عَلِيٌّ}) عن صفات المخلوقين ({حَكِيمٌ}) في صنعه يجري أفعاله على موجب الحكمة فيتكلم تارة بغير واسطة على سبيل الإلهام وثانيًا بإسماع الكلام وثالثًا بتوسيط الملائكة الكرام.
(قالت) عائشة أيضًا (ومن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم) وأخفى (شيئًا من كتاب الله) تعالى وحكمه (فقد أعظم على الله الفرية) أي فقد افترى على الله تعالى فرية عظيمة وبهتانًا عظيمًا (والله) سبحانه وتعالى (يقول) له صلى الله عليه وسلم ({يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ}) الكريم ({بَلِّغْ}) أي أوصل إلى عبادي ({مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ}) من الوحي ({وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ}) تبليغ جميع ما أوحي إليك من ربك ({فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالتَهُ}) فبترك شيء منه تكون كمن لم يبلغ.
و(قالت) عائشة أيضًا (ومن زعم) وقال قولًا بلا دليل (أنه) أي أن محمدًا صلى الله عليه وسلم (يخبر) ويحدث (بما يكون) ويقع (في غد) أي في زمن مستقبل ولو في نفس اليوم (فقد أعظم على الله الفرية والله) سبحانه وتعالى (يقول) في كتابه العزيز ({قُلْ}) يا محمد لعبادي ({لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ}) ولو ملكًا مقربًا ({و}) من في ({الْأَرْضِ}) ولو