({وَلَقَدْ رَآهُ}) أي رأى محمد ربه {بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} في سورة التكوير [٢٣]({وَلَقَدْ رَآهُ}) أي رأى محمد ربه ({نَزْلَةً أُخْرَى}) أي مرة أخرى في سورة النجم [٥٣] فكيف تنكري يا أماه رؤية محمد صلى الله عليه وسلم ربه مع هاتين الآيتين (فقالت) عائشة مجيبة عن هاتين الآيتين (أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك) المذكور من الآيتين (رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما هو) أي إنما المرئي لي في هاتين الآيتين هو (جبريل) - عليه السلام - (لم أره) أي لم أر جبريل (على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين) المذكورتين في هاتين الآيتين (رأيته) أي رأيت جبريل في هاتين المرتين حالة كونه (منهبطًا) أي نازلًا (من السماء سادًا) أي مالئًا (عظم خلقه) أي كبر جسمه بضم العين وسكون الظاء وبكسر العين وفتح الظاء أي مالئًا (ما بين السماء) والأرض، وقوله (إلى الأرض) متعلق بقوله منهبطًا (فقالت) عائشة استدلالًا على قولها (أ) تزعم يا مسروق رؤية محمد صلى الله عليه وسلم ربه (ولم تسمع أن الله) سبحانه وتعالى (يقول {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}) أي لا تراه سبحانه وتعالى ({الْأَبْصَارُ}) أي أبصار المخلوقات ({وَهُوَ}) سبحانه ({يُدْرِكُ}) ويرى ({الْأَبْصَارَ}) أي جميع المبصرات ({وَهُوَ}) سبحانه ({اللَّطِيفُ}) أي الرفيق على عباده ({الْخَبِيرُ}) أي العليم ببواطنهم كظواهرهم- سورة الأنعام [١٠٣](أو لم تسمع) أيضًا (أن الله) سبحانه (يقول) في كتابه العزيز ({وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ}) أيَّ بشر كان ({أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ}) سبحانه وتعالى ويخاطبه {إلَّا وَحْيًا} أي إلا بوحي وإلهام في قلبه لا بواسطة شخص آخر ولا بسمع عين كلام الله تعالى كما في أم موسى وكما في رؤية إبراهيم - عليه السلام - في المنام بذبح ولده ({أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}) أي أو إلا بأن يوصل إليه الوحي من وراء حجاب لا بواسطة شخص آخر ولكنه يسمع عين كلام الله تعالى من غير رؤية ذاته تعالى كما وقع لموسى - عليه السلام -