بعض الزيادة في هذه الرواية، أي قال مسروق سألت عائشة (هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه) ليلة الإسراء (فقالت) عائشة تعجبًا من جهلي وسؤالي (سبحان الله) أي تنزيهًا له تعالى عما لا يليق به، والله (لقد قَفَّ) وقام (شعري) فزعًا (لما قلت).
وعبارة النووي هنا: قولها (سبحان الله) معناه التعجب من جهل مثل هذا وكأنها تقول: كيف يخفى عليك مثل هذا؟ ولفظة (سبحان الله) لإرادة التعجب كثيرة في الحديث وكلام العرب كقوله صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله تطهري بها" و"سبحان الله المؤمن لا ينجس"، وقول الصحابة: سبحان الله يا رسول الله، وممن ذكر من النحويين أنها من ألفاظ التعجب أبو بكر بن السراج وغيره، وكذلك يقولون في التعجب لا إله إلا الله، وأما قولها (لقد قف شعري) فمعناه قام شعري من الفزع لكوني سمعت ما لا ينبغي أن يقال، قال ابن الأعرابي: تقول العرب عند إنكار الشيء قف شعري واقشعر جلدي واشمأزت نفسي، وقال النضر بن شميل: القفة كهيئة القشعريرة، وأصله التقبض والاجتماع لأن الجلد ينقبض عند الفزع والاستهوال فيقوم الشعر لذلك وبذلك سميت القفة التي هي الزنبيل لاجتماعها ولما يجتمع فيها.
وقال القاضي: قال أبو زيد: قف الرجل من البرد وعَلَتْهُ قفة أي رعدة والقفوف أيضًا القشعريرة من الحمى، وقال الخليل: والقفقفة الرعدة، وأصله من الانقباض والاجتماع لأن الجلد ينقبض عند الفزع والبرد فيقوم الشعر، لذلك سميت القفة قفة لضم بعضها إلى بعض أو لضمها ما فيها. اهـ
(وساق) أي ذكر إسماعيل بن أبي خالد (الحديث) السابق (بقصته) أي بوجهه وطِبْقِه، وفي القاموس قص الحديث إذا رواه على وجهه وشبهه من غير تغيير (و) لكن (حديث داود) بن أبي هند (أتم) معنى (وأطول) لفظًا من حديث إسماعيل بن أبي خالد، والله أعلم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في أثر عائشة رضي الله تعالى عنها فقال: