ووجه الله تعالى هل عبارة عن وجوده وذاته المقدس أو عن صفة شريفة عظيمة معقولة ليست كوجهنا؟ في ذلك لأئمتنا قولان وكذلك القول في اليد والعين والجنب المضافة إلى الله تعالى. اهـ من المفهم.
وقوله (في جنة عدن) متعلق بمحذوف في موضع الحال من القوم فكأنه قال حالة كونهم كائنين في جنة عدن ولا يكون الكينونة فيها من الله تعالى لاستحالة المكان والزمان عليه تعالى. اهـ منه.
وقال الضحاك: وجنة عدن اسم لمدينة الجنة وهي مسكن الأنبياء عليهم السلام والعلماء والشهداء وأئمة العدل، والناس سواهم في جنات حواليها، وقيل إنها اسم مركب إضافي فالجنات البساتين.
واختلف في عدن فقال الحسن: قصر لا يدخله إلَّا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عادل ومد بها صوته، وقال عطاء: هو نهر على حافتيه جنات، وقيل عدن اسم للإقامة من عدن بالمكان إذا أقام به، وقال ابن عطية: وهو الصواب لأن الله سبحانه وتعالى وعدها المؤمنين والمؤمنات بقوله تعالى: {وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً} الآية. فلا معنى للتخصيص. اهـ أبي.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أعني حديث أبي موسى أحمد [٤١١] والبخاري [٤٨٧٨] و [٧٤٤٤] والترمذي [٢٥٣٠] وابن ماجه [١٨٦].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي موسى الأشعري بحديث صهيب رضي الله تعالى عنهما فقال:
(٣٥٢) - (١٧١) - (٩٤)(حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة) القواريري الجشمي مولاهم أبو سعيد البصري سكن بغداد روى عن عبد الرحمن وأبي عوانة وعبد الوارث بن سعيد وخالد بن الحارث ويحيى القطان وبشر بن المفضل وسفيان بن عيينة ومعاذ بن هشام وغيرهم، ويروي عنه (خ م د س) وأبو زرعة والفريابي والبغوي، وثقه ابن معين، وقال في التقريب: ثقة ثبت من العاشرة مات في أيام التشريق سنة (٢٣٥) خمس وثلاثين ومائتين، روى عنه المؤلف في الإيمان والصلاة والنكاح في موضعين والزكاة والصوم والحج في أربعة مواضع وعذاب القبر وصفة النبي صلى الله عليه وسلم والفضائل في