المخصوصة والمقابلة واتصال الأشعة وزوال الموانع من القرب المفرط والبعد المفرط والحجب الحائلة في خبط لهم وتحكم، وأهل الحق لا يشترطون شيئًا من ذلك عقلًا سوى وجود المرئي وأن الرؤية إدراك يخلقه الله تعالى للرائي فيرى المرئي لكن يقترن بالرؤية بحكم جريان العادة أحوال يجوز في العقل شرعًا تبدلها، والله أعلم. وتفصيل ذلك وتحقيقه في علم الكلام.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أعني حديث صهيب بن سنان أحمد (٤/ ٣٣٢ و ٣٣٣) والترمذي (٣٥٥٥) وابن ماجه (١٨٧).
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث صهيب رضي الله تعالى عنه فقال:
(٣٥٣) - (٠٠)(٠٠)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي ثقة من العاشرة، قال (حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي ثقة متقن من التاسعة مات سنة (٢٠٦) روى عنه في (١٩) بابًا تقريبًا (عن حماد بن سلمة) بن دينار التميمي البصري، والجار والمجرور في قوله (بهذا الإسناد) متعلق بقوله حدثنا يزيد بن هارون، واسم الإشارة راجع إلى ما بعد شيخ المتابع المذكور في السند السابق أي حدثنا يزيد بن هارون بهذا الإسناد أي عن حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا السند أيضًا من سداسياته رجاله اثنان منهم كوفيان واثنان بصريان وواحد واسطي وواحد مدني، وغرضه بسوق هذا السند بيان متابعة يزيد بن هارون لعبد الرحمن بن مهدي في رواية هذا الحديث عن حماد بن سلمة، وفائدة هذه المتابعة بيان كثرة طرقه (و) لكن (زاد) يزيد بن هارون على عبد الرحمن قوله (ثم تلا) رسول الله صلى الله عليه وسلم (هذه الآية) استشهادًا على قوله وهي قوله تعالى {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا} بالأعمال الصالحة {الْحُسْنَى} أي الجنة {وَزِيَادَةٌ} أي النظر إلى ربهم. الآية في سورة يونس [٢٦] وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب حديثان: الأول حديث أبي موسى الأشعري ذكره للاستدلال، والثاني حديث صهيب بن سنان فذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة. والله أعلم.