هل رجوت وظننت (إن فعلت ذلك) المسؤول لك من صرف وجهك عن النار (بك) وأجبته لك (أن تسأل غيره) أي غير ذلك الصرف (فيقول) ذلك الرجل (لا أسالك غيره) أي غير ذلك الصرت (ويعطي) ذلك الرجل (لله) سبحانه، وقوله (من عهود) جمع عهد (ومواثيق) جمع ميثاق وهو العهد المؤكد باليمين بيان مقدم لقوله (ما شاء الله) سبحانه وتعالى أي عاهد لله سبحانه على أن لا يسأل غيره وألزم نفسه ذلك وأقسم عليه ما شاءه الله سبحانه وأراد منه من العهود والمواثيق (فـ) بعد ما عاهد على عدم سؤال غيره وأقسم عليه (يصرف الله) سبحانه ويحول (وجهه) أي وجه ذلك الرجل (عن النار) إلى الجنة (فإذا أقبل) ذلك الرجل بوجهه إلى الجنة واطلع (على) ما في (الجنة ورآها) أي ورأى وأبصر ما فيها من النعيم والنضارة (سكت ما شاء الله أن يسكت) أي أمسك عن الكلام وسكت مدة مشيئة الله سبحانه سكوته (ثم) بعد سكوته مدة (يقول) ذلك الرجل (أي رب) أي يا رب (قدمني) أي قربني (إلى باب الجنة، فيقول الله) سبحانه (له) أي لذلك الرجل (أليس) بهمزة الاستفهام التقريري أي أليس الشأن والحال (قد أعطيت) لي أولًا (عهودك ومواثيقك) على أن (لا تسألني غير الذي أعطيتك) من صرف وجهك عن النار (ويلك) أي ألزمك الله الويل والهلاك (يا ابن آم ما أغدرك) أي أي شيء جعلك غادرًا ناقضًا لعهدك خائنًا فيما عاهدت لي أو شيء عجيب جعلك غادرًا ناقضًا للعهد (فيقول) ذلك الرجل (أي رب) أي يا رب (ويدعو الله) تعالى أن يقربه إلى باب الجنة (حتى يقول) الله سبحانه (له) أي لذلك الرجل (فهل عسيت) ورجوت (إن أعطيتك ذلك) التقديم (أن تسأل غيره) أي غير ذلك التقديم (فيقول) الرجل في جواب الرب سبحانه (لا) أسألك غير ذلك التقديم (وعزتك) أي أقسمت لك بعزتك، قال القاضي: فيه جواز الحلف بالصفات، والعزة صفة أثرها اتصافه تعالى بجميع الكمالات (فيعطي) ذلك الرجل (ربه) سبحانه (ما