ما يكون منها إلى الشمس أصيفر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض وهو تنبيه إلى ما يكون إلى الجهة التي تلي الجنة منهم يسبق إليه البياض المستحسن وما يكون منهم إلى جهة النار يتأخر ذلك النصوع عنه فيبقى أصيفر وأخيضر إلى أن يتلاحق البياض ويستوي الحسن والنور ونضارة النعمة عليهم، ويحتمل أن يشير بذلك إلى أن ما يباشر الماء تشتد سرعة نصوعه وأن ما فوق ذلك يتأخر عنه البياض لكنه يسري إليه سريعًا - (ثم يفرغ الله تعالى من القضاء بين العباد) ثانيًا يعني يكمل خروج الموحدين من النار (ويبقى) بين النار والجنة (رجل مقبل) أي مستقبل (بوجهه على النار وهو آخر أهل الجنة دخولًا الجنة فيقول) ذلك الرجل (أي رب) أي يا رب (اصرف وجهي عن النار) أي حول وجهي من جهة النار إلى جهة الجنة (فإنه) أي فإن الشأن والحال (قد قشبني ريحها) أي قد ملأ خياشيمي ريحها وسمني وأهلكني وغير صورتي وجلدي (وأحرقني ذكاؤها) أي لهبها واشتعالها وشدة وهجها وحرها، قال الليث: القشب بالفتح السم وبالكسر خلط السم بالطعام فالقشب والمقشوب المسموم، وقال عمر لبعض بنيه: قشبك المال أي أذهب عقلك، وقال الخطابي: يقال قشبه الدخان إذا ملأ خياشيمه وأخذ بكِظَمِه وهذا أبين وأوضح في معنى الحديث، وقال الداودي: معناه غير جلدي وصورتي وأحرقني، وقال الجوهري: قشبني يقشبني. أي أذابني كأنه قال سمني ريحه، قال: والقشب السم والجمع أقشاب، وعن أبي عمرو: وذكاء بفتح الذال مقصورًا وممدودًا وقد روي هنا بالوجهين شدة حرها ولهبها (فيدعو الله) سبحانه وتعالى ذلك الرجل، و (ما) في قوله (ما شاء الله) مصدرية ظرفية ويحتمل كونها موصولة، وجملة (أن يدعوه) مفعول المشيئة أي فيدعو الله سبحانه ذلك الرجل مدة مشيئة الله دعاءه إياه (ثم) بعد فراغه من دعائه (يقول الله تبارك وتعالى) لذلك الرجل (هل عسيت) بفتح التاء على الخطاب ويقرأ بفتح السين وكسرها لغتان وقرئ بهما في السبع قرأ نافع بالكسر والباقون بالفتح وهو الأفصح والأشهر في اللغة، قال ابن السكيت: هو فعل جامد لا يتصرف منه مضارع ولا أمر ولا غيرهما أي