للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صَحْوًا لَيسَ مَعَهَا سَحَابٌ؟ وَهَل تُضَارُّونَ فِي رُؤيَةِ الْقَمَرِ لَيلَةَ الْبَدْرِ صَحْوًا لَيسَ فِيهَا سَحَابٌ؟ قَالُوا: لا. يَا رَسُولَ اللهِ. قَال: مَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا. إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ: لِيَتَّبعْ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ، فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ. كَانَ يَعْبُدُ غَيرَ اللهِ سُبحَانَهُ مِنَ الأَصْنَامِ وَالأَنْصَابِ، إِلا يَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ. حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ

ــ

السماء، وقوله (صحوًا) حال من الشمس أو من السماء، وقوله (ليس معها) أي دونها (سحاب) أي غيم تفسير لقوله صحوًا والمعنى هل تضارون في رؤية الشمس الجارية في كبد السماء حالة كونها صحوًا أي صاحية خالية من الحجاب والساتر بينكم وبينها أي ليس دونها سحابة ولا ضبابة ولا غبار (وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر) أي ليلة أربع عشرة ليلة تمامه حالة كون تلك الليلة (صحوًا) أي خالية من السحاب، وقوله (ليس فيها) أي في تلك الليلة أو في السماء (سحاب) أي غيم تفسير لقوله صحوًا (قالوا) أي قال أولئك السائلون (لا) نضار في رؤيتهما في تلك الحالة (يا رسول الله، قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما تضارون في رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة) ضررًا (إلَّا كما تضارون) أي إلَّا ضررًا مثل ضرركم (في رؤية أحدهما) أي أحد الشمس والقمر في هاتين الحالتين، والمعنى لا تضارون في رؤيته تعالى أصلًا كما لا تضارون في رؤيتهما أصلًا، وذلك أنه (إذا كان) وجاء (يوم القيامة أذن مؤذن) أي نادى مناد من الملائكة في عرصات القيامة بأمر الله تعالى برفيع صوته كي يعلم أهل الموقف فيقول في ندائه (ليتبع كل أمة) أي ليلحق كل فرقة من فرق أهل الموقف (ما كانت تعبد) في الدنيا (فلا يبقى) في الموقف (أحد كان يعبد) في الدنيا (غير الله سبحانه) حالة كون ذلك الغير (من الأصنام) جمع صنم وهو كل ما نحت على صورة آدمي أو غيرها وعبد كصورة عيسى ومريم والعجل ويسمى وثنًا (والأنصاب) معطوف على الأصنام جمع نصب بفتح النون بمعنى منصوب وهو كل ما نصب وعبد من دون الله تعالى سواء كان منحوتًا على أي صورة أو غير منحوت كالأحجار المنصوبة حول البيت في الجاهلية وهو من عطف العام على الخاص، وقوله (إلا يتساقطون) استثناء من أعم الأحوال أي لا يبقى أحد يعبد غير الله تعالى في حال من الأحوال إلَّا في حال تساقطهم (في النار) مع معبوداتهم فإذا تساقطوا في النار وخلا الموقف عن عُبَّاد غير الله سبحانه (حتى إذا لم يبق) في

<<  <  ج: ص:  >  >>