للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا قَدْ أَخَذَتِ النَّارُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيهِ وَإِلَى رُكبَتَيهِ. ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا، مَا بَقِيَ فِيهَا أَحَدٌ مِمَّنْ أَمَرْتَنَا بِهِ. فَيَقُولُ: ارْجِعُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَال دِينَارٍ مِنْ خَيرٍ فَأَخرِجُوهُ. فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا. ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا، لَمْ نَذَرْ فِيهَا أَحَدًا مِمَّنْ أَمَرْتَنَا. ثُمَّ يَقُولُ: ارْجِعُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثقَال نِصْفِ دِينَارٍ مِنْ خَيرٍ فَأَخرِجُوهُ. فَيُخرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا. ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا، لَمْ نَذَرْ فِيهَا مِمَّنْ أَمَرْتَنَا أَحَدًا. ثُمَّ يَقُولُ: ارْجِعُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَال ذَرَّةٍ

ــ

وعبارة المفهم هنا قوله (فتحرم صورهم) يعني صور المخرجين من النار بصيغة اسم المفعول وهذا كما قال فيما تقدم (حرم الله تعالى على النار أن تأكل أثر السجود) وآثار السجود تكون في أعضائه السبعة ولا يقال فقد قال عقيب هذا: فيخرجون خلقًا كثيرًا قد أخذت النار إلى أنصاف ساقيه وإلى ركبتيه، وهذا ينص على أن النار قد أخذت بعض أعضاء السجود لأنا نقول تأخذ فتغير ولا تأكل فتذهب ولا يبعد أن يقال إنَّ تحريم الصور على النار إنما يكون في حق هذه الطائفة المشفوع لهم أولًا لعلو مرتبتهم على من يخرج بعدهم فتكون النار لم تقرب صورهم ولا وجوههم بالتغيير ولا الأكل والله تعالى أعلم.

(فيخرجون) منها (خلقًا كثيرًا) من الموحدين بعضهم (قد أخذتـ) ـه (النار إلى نصف ساقيه و) بعضهم (إلى ركبتيه ثم يقولون) أي الشافعون للرب جل جلاله يا (ربنا ما بقي فيها) أي في النار (أحد ممن أمرتنا به) أي بإخراجه من النار (فيقول) الرب سبحانه لهم (ارجعوا) إلى النار (فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار) أي وزنه (من خير) أي من يقين (فأخرجوه) منها، قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: معنى الخير هنا اليقين قال: والصحيح أن معناه شيء زائد على مجرد الإيمان لأن مجرد الإيمان الذي هو التصديق لا يتجزأ وإنما يكون هذا التجزؤ لشيء زائد عليه من عمل صالح أو ذكر خفي أو عمل من أعمال القلب من شفقة على مسكين أو خوف من الله تعالى ونية صادقة (فيخرجون) ثانيًا أيضًا (خلقًا كثيرًا ثم يقولون ربنا لم نذر) أي لم نترك (فيها) أي في النار (أحدًا ممن أمرتنا) بإخراجهم (ثم يقول) الرب سبحانه (ارجعوا) إلى النار (فمن وجدتم في قلبه مثقال) أي وزن (نصف دينار من خير فأخرجوه) منها (فيخرجون) ثالثًا (خلقًا كثيرًا ثم يقولون ربنا لم نذر) ولم نترك (فيها) أي في النار (ممن أمرتنا) بإخراجهم (أحدًا ثم يقول) الرب سبحانه (ارجعوا) إليها (فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة) أي وزن نملة صغيرة

<<  <  ج: ص:  >  >>