للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسْعودٍ؛ قَال: رَسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا, وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةِ، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ حَبْوًا فَيَقُولُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى لَهُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى لَهُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ، قَال فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ , وَجَدْتُهَا مَلْأَى. فَيَقُولُ الله لَهُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ

ــ

سلمان قبيلة من مراد أبي عمرو الكوفي أحد الأئمة الأعلام أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين، روى عن عبد الله بن مسعود في الإيمان والصلاة والفضائل والنفاق، وعلي بن أبي طالب في الصلاة، ويروي عنه (ع) وإبراهيم النخعي والشعبي ومحمد بن سيرين وأبو حسان مسلم بن عبد الله الأعرج، وقال في التقريب: تابعي كبير مخضرم ثقة ثبت، قال ابن عيينة: وكان يوازي شريحًا في القضاء والعلم، وكان شريح إذا أشكل عليه سأله، مات سنة اثنتين وسبعين على الصحيح (عن عبد الله بن مسعود) الهذلي الكوفي، وهذا السند من سداسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم كوفيون إلا إسحاق بن إبراهيم فإنه مروزي (قال) عبد الله (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم آخر أهل النار خروجًا منها) أي من النار (و) أعلم (آخر أهل الجنة دخولًا الجنة) أتى بالإظهار في مقام الإضمار دفعًا لما يُتوهم من عَوْد الضمير على النار لو قال دخولًا فيها وإلا فمقتضى السياق أن يقال دخولًا فيها هو أي ذلك الآخر (رجل يخرج من النار حبوًا) أي مشيًا على اليدين والركبتين، وقيل على اليدين والرجلين، وربما قالوا على يديه ومقعدته، وفي الرواية الأخرى زحفًا، قال أهل اللغة ابن دريد وغيره: والزحف هو المشي على الاست مع إفراشه بصدره فحصل من هذا أن الحَبْو والزحف متماثلان أو متقاربان، ولو ثبت اختلافه حمل على أنه في حال يزحف وفي حال يحبو، والله أعلم (فيقول الله تبارك) أي تزايد خيره وكثُر (وتعالى) أي ترفَّع عن كل ما لا يليق به (له) أي لذلك الرجل (اذهب فادخل الجنة فيأتيها) أي فيأتي ذلك الرجل على باب الجنة (فيُخيَّل إليه) أي فيتصور في رأي عينيه (أنها) أي أن الجنة (ملأى) أي مملوءة بأهلها (فيرجع) إلى موضع مناجاة الرب (فيقول يا رب إني وجدتها ملأى) أي مملوءة بأهلها ففي أي محل أدخل منها (فيقول الله تبارك وتعالى) ثانيًا (له) أي لذلك الرجل (اذهب فادخل

<<  <  ج: ص:  >  >>