للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُوْدٍ فَقَال: أَلا تَسْأَلُوْنِي مِمَّ أضْحَكُ؟ فقالوا: مِمَّ تَضْحَكُ؟ قَال: هَكَذَا ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: مِمَّ تَضْحَكُ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ؟ ، قَال: مِنْ ضَحِكِ رَبِّ العَالمِينَ حِينَ قَال: أتَسْتَهْزئُ منِّي وَأنْتَ رَبُّ العَالمِينَ؟ فَيَقُوْلُ: إنِّي لَا أسْتَهْزِئُ مِنْكَ، وَلَكِنِّي عَلَى مَا أشَاءُ قَادِرٌ"

ــ

له لك عشرة أمثال هذا فيعود معنى هذه الرواية إلى موافقة الروايات المتقدمة ولله الحمد وهو أعلم. أهـ منه.

(فضحك ابن مسعود) بعد هذه المقالة الأخيرة (فقال) ابن مسعود بعد ضَحِكِهِ (ألا تسألوني) وألا هنا للعرض وهو الطلب برفق ولين (مم أضحكُ) أي لأي شيء أضحك و (ما) استفهامية دخل عليها حرف الجر فحُذفت ألفها فرقًا بينها وبين الموصولة (فقالوا) أي قال الحاضرون عنده (مم تضحك) أي من أي شيء تضحك (قال) ابن مسعود (هكذا) أي مثل ضحكي هذا (ضَحِك رسول الله صلى الله عليه وسلم) عند هذا الحديث (فقالوا) أي قال الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم (مم تضحك يا رسول الله قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحكت (من ضحك رب العالمين حين قال) هذا الرجل (أنستهزئ مني وأنت رب العالمين فيقول) الله سبحانه للرجل (إني لا أستهزئ منك) يا عبدي (ولكني) أنا (على ما أشاء) وأريده (قادر) لا يمنعني عنه أحد ومنه إعطاؤك هذه العطايا، والضحك صفة ثابتة لله تعالى نُثْبِتُه ونعتقده لا نؤوله ولا نمثِّله ولا نكيفه ليس كمثله شيء، قال الأبي: (قوله ألا تسألوني مم أضحك) الأظهر أنه ليس من تمام رواية هذا الحديث أن يضحك الراوي، قال السنوسي: قوله (ولكني على ما أشاء قدير) قال الطيبي: هو استدراك من مقدر فإنه تعالى لما قال له: أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها فاستبعده العبد لما رأى أنه ليس أهلًا لذلك وقال: أتستهزئ بي، قال سبحانه وتعالى: نعم كنتَ لست أهلًا له لكني أجعلك أهلًا له وأعطيك ما استبعدته لأني على ما أشاء قدير.

<<  <  ج: ص:  >  >>