لجابر بن عبد الله (يا صاحب رسول الله) صلى الله عليه وسلم (ما هذا الذي تحدِّثون) به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخالفًا للكتاب العزيز (والله يقول) أي فإن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز ({إِنَّكَ}) يا رب ({مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ}) الأُخروية ({فَقَدْ أَخْزَيتَهُ}) وخذلته وأهنته، والخزي ضد الإحسان بإخراجه من النار والإكرام بإدخاله الجنة، والآية في آل عمران (و) قال أيضًا في سورة السجدة ({كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا}) الآية وهذا صريح في أنهم لا يخرجون منها (فما هذا الذي تقولون) وتُحدِّثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل هو صحيح أم لا؟ (قال) يزيد (فقال) لي جابر بن عبد الله (أتقرأ القرآن) يا يزيد أي أتعرف قراءته وتفسيره (قلت) لجابر (نعم) أقرأه وأفسره (قال) لي جابر (فهل سمعت) يا يزيد (بمقام محمد صلى الله عليه وسلم) أي بجاهه ودرجته ورفعته على سائر الأولين والآخرين (يعني) جابر بمقام محمد صلى الله عليه وسلم الذي سأل عنه يزيد الفقير المقام والجاه (الذي يبعثه الله) تعالى أي يبعث الله سبحانه محمدًا صلى الله عليه وسلم ويظهره (فيه) أي في ذلك المقام والجاه في عرصات القيامة، قال يزيد (قلت) لجابر (نعم) سمعت في القرآن المقام المحمود الذي يعطاه محمد صلى الله عليه وسلم (قال) جابر (فإنه) أي فإن إخراج الجهنميين منها (مقام محمد صلى الله عليه وسلم) أي جاهه ودرجته وشفاعته (المحمود) أي الذي يحمده فيه الأولون والآخرون (الذي يُخرج الله) سبحانه وتعالى (به) أي بمقامه وجاهه (من يُخرج) أي من أراد أن يُخرجه من النار من المُوحِّدين (قال) يزيد الفقير (ثم نعت) أي ذكر جابر (وَضْعَ الصراط) ومَدَّهُ على متن جهنم وظهرانيها (و) وصف (مر الناس عليه) أي مرورهم عليه على حسب أعمالهم (قال) يزيد (وأخاف) أي أظن (أن لا أكون) أنا (أحفظ ذاك) الكلام الذي ذكره جابر في وصف مرورهم على