الصراط (قال) يزيد (غير أنه قد) أي لكن أن جابرًا (زعم) والزعم هنا بمعنى القول أي قال وأخبر (أن قومًا) من الجهنميين (يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها) أي في النار (قال) يزيد (يعني) جابر بخروجهم الذي ذكر أولًا (فيخرجون) أي أنهم يخرجون، والفاء زائدة لا معنى لها (كأنهم) أي كأن أجسامهم (عيدان السَّمَاسِم) في تغير لونها ونحافتها لأكل النار إياها، وفي بعض الرواية (كأنها) بضمير المؤنثة فالضمير حينئذ عائد على الصور والتقدير كأن صورهم عيدان السماسم والعيدان أصولها وساقها التي تقوم عليها جمع عود والسماسم بالسينين المهملتين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة جمع سمسم بسينين مكسورتين بينهما ميم ساكنة الحَبُّ المعروف والذي يُستخرج منه الشَّيرج، قال ابن الأثير: والسماسم جمع سمسم وعيدانه تراها إذا قُلعت وتُركت في الشمس ليؤخذ حبُّها دقاقًا سوداء كأنها محترقة فشُبه بها هؤلاء (قال) جابر (فيدخلون نهرًا من أنهار الجنة فيغتسلون فيه) أي في ذلك النهر (فيخرجون) منه حالة كونهم (كأنهم القراطيس) أي الأوراق البِيضُ أي حالة كونهم مُشبهين بالصحائف، والقراطيس جمع قرطاس بكسر القاف وضمها لغتان وهو الصحيفة التي يُكتب فيها شَبَّهَهم بالقراطيس لشدة بياضهم بعد اغتسالهم وزوال ما كان عليهم من السواد، قال يزيد الفقير (فرجعنا) أنا ورفقتي إلى منزلنا في المدينة فـ (قلنا) فيما بيننا (ويحكم) أي ألزمكم الله الويح والرحمة (أتُرَون) بهمزة الاستفهام الإنكاري، وضم التاء المثناة فوق؛ أي أتظنون أن (الشيخ) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما (يكذب) أي يضع الكذب ويختلقه (على رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي لا يُظَن به الكذب بلا شك قال يزيد أيضًا (فرجعنا) من حجنا إلى الكوفة (فلا والله) لا زائدة لتأكيد النفي المستفاد من ما في قوله فوالله (ما خرج) ولا رَأى رَأيُ الخوارج أحد (منا غير رجل واحد) مِنَّا معناه رجعنا من حجنا ولم نتعرض لرأي الخوارج بل كففنا عنه وتُبنا منه إلا رجلًا منا فإنه لم يوافقنا في الانكفاف عنه وتمذهب بمذهبهم،