للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابْنِ مَالِكٍ وَتَشَفَّعْنَا بِثَابِتٍ، فَانْتَهَينَا إِلَيهِ وَهُوَ يُصَلِّي الضُّحَى، فَاسْتَأذَنَ لَنَا ثَابِتٌ، فَدَخَلْنَا عَلَيهِ، وَأَجْلَسَ ثَابِتًا مَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ، فَقَال لَهُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، إِنَّ إِخْوَانَكَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يَسأَلُونَكَ أَنْ تُحَدِّثَهُمْ حَدِيثَ الشَّفَاعَةِ. قَال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَغضٍ. فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لذُرِّيَّتِكَ. فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا. وَلكِنْ عَلَيكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيهِ السَّلامُ،

ــ

ابن مالك) الأنصاري (وتشفعنا) أي طلبنا الاتصال (بـ) ـواسطة (ثابت) بن أسلم البُناني (فـ) توجهنا إليه و (انتهينا إليه) أي وصلنا إلى بيته (وهو) أي والحال أن أنسًا (يصلي) صلاة (الضحى) أي في وقت الضحوة (فاستأذن) أي طلب الإذن (لنا) في الدخول عليه في مجلسه (ثابت) بن أسلم البُناني (فـ) أذن لنا و (دخلنا عليه) في مجلسه (وأجلس) أنس (ثابتًا على سريره) أي على كرسيه، وفيه أنه ينبغي للعالم وكبير المجلس أن يكرم فضلاء الداخلين عليه ويميزهم بمزيد إكرام في المجلس وغيره، وهذا السند أيضًا من خماسياته ورجاله كلهم بصريون.

قال النواوي: وهذه الأسانيد الخمسة من قوله وحدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار إلى هنا رجالها كلهم بصريون وهذا الاتفاق في غاية من الحُسْنِ ونهايةِ من الندور أعني اتفاق خمسة أسانيد متوالية في صحيح مسلم جميعهم بصريون، والحمد لله على ما هدانا له. اهـ.

(فقال له) ثابت (يا أبا حمزة) كُنية أنس (أن إخوانك من أهل البصرة) جاؤوك (يسألونك) ويرجون منك (أن تُحدثهم) عن النبي صلى الله عليه وسلم (حديث الشفاعة) أي حديثًا ورد في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة العظمى العامة لجميع الأمم (قال) أنس رضي الله عنه (حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم) حديث الشفاعة (قال) محمد في حديثه (إذا كان) أي حصل وجاء (يوم القيامة ماج الناس) واجتمع (بعضهم إلى بعض) أي اختلطوا واضطربوا متحيرين أفاده ملا علي، وفي المصابيح (بعضهم في بعض) (فيأتون آدم) - عليه السلام - (فيقولون اشفع) إلى ربك أي اطْلُب الخير منه (لذريتك) أي لأولادك ليُريحهم من هذا الموقف الرهيب (فيقول) آدم (لستُ) أهلًا (لها) أي لهذه الشفاعة (ولكن) أقول لكم كلمة نصيحةٍ (عليكم بإبراهيم) الخليل (- عليه السلام -) أي

<<  <  ج: ص:  >  >>