الزموه واطلبوا منه الشفاعة لكم إلى ربكم (فإِنه خليل الله) سبحانه وتعالى وحبيبه فله وَجَاهةٌ ومنزلة عند الله تعالى (فيأتون إبراهيم) فيقولون له يا إبراهيم أنت خليل الله وصفيه فاشفع لنا إلى ربك (فيقول) لهم إبراهيم (لست) اليوم أهلًا (لها) فيعتذر إليهم ببعض ما وقع له في الدنيا (ولكن عليكم بموسى - عليه السلام -) أي اذهبوا إليه واطلبوا منه الشفاعة (فإِنه كليم الله) تعالى أي سامع كلامه تعالى في الدنيا فله منزلة عند الله تعالى (فيُؤتى موسى) أي يأتي الناس إليه ويقولون له اشفع لنا إلى ربك يا موسى (فيقول) موسى لهم (لست) أهلًا (لها) أي أهلًا للشفاعة مستحقًا واعتذر إليهم ببعض المعاذير (ولكن) أقول لكم (عليكم بعيسى - عليه السلام -) أي اذهبوا إليه والزموه حتى يشفع لكم عند ربكم (فإِنه) أي فإن عيسى (روح الله وكلمته) ألقاها إلى مريم بنت عمران، وتقدم تفسيرهما لك بما لا مزيد عليه (فيُؤتى عيسى) أي يأتون عيسى ويقولون له أنت روح الله وكلمته ولك منزلة عند ربك فاشفع لنا عنده (فيقول) عيسى لهم (لست) أهلًا (لها) ومستحقًا بها (ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم) أي الزموه واطلبوا منه الشفاعة لكم عند ربكم (فاُوتَى) أنا بصيغة المبني للمجهول أي يأتون ويطلبون مني الشفاعة عند ربهم (فأقول) لهم (أنا) أهلٌ (لها) مستحق بها (فأنطلق) أي فأذهب إلى مقام المناجاة (فأستأذن) في إظهار شكواي (على ربي فيُؤذن لي) في ذلك (فأقوم بين يديه) سبحانه وتعالى (فأحمده) سبحانه (بمحامد لا أقدر عليه) أي أصفه سبحانه وتعالى بأوصاف لا أستطيع عليها (الآن) أي في الدنيا، وفي بعض النسخ (إلا أن يُلهمنيه الله) على الاستثناء بدل الآن، قال النواوي: هكذا هو في الأصول (لا أقدر عليه) بتذكير الضمير وهو صحيح ويعود الضمير في عليه إلى الحمد وكان الظاهر أن يقال (عليها) بتأنيث الضمير فيعود إلى المحامد (يُلهمنيه) أي يُلقي ذلك الحمد (الله) سبحانه وتعالى في قلبي في ذلك الوقت وكان الظاهر أيضًا أن يقال (يُلهمنيها) بتأنيث الضمير الرابط لأن الجملة صفة لمحامد