قَال: بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمعَ.
[١١] وَحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ، قَال: أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَال: قَال لِي مَالِكٌ: أعْلَمْ: أَنَّهُ لَيسَ
ــ
(قال) عبدُ الله الصحابيُّ الجليلُ: (بحَسْب المَرْءِ) أي: كَافِيه (من) جهة (الكَذِبِ) والافتراءِ (أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمعَ) (١). تقدَّم البحثُ عنه في أَثَر عُمر رضي الله عنه.
ثم استشهد المؤلِّفُ رحمه الله تعالى ثالثًا بأَثَرِ مالكِ بنِ أنسٍ رحمه الله تعالى فقال:
[١١] (وحَدَّثَنِي أبو الطَّاهِرِ أحمدُ بن عَمْرِو بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بن سَرْحٍ) بمهملات ثانيتها ساكنة، الأموي مولاهم، الفقيه المِصْري.
روى عن ابن عُيَينة والوليد بن مسلم ووَكِيع والشافعي وخَلْق، ويروي عنه (م د س ق) وزكريا بن يحيى السَّاجِي وابنُ أبي داود. قال أبو حاتم: لا بأس به.
وقال في "التقريب": ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة خمسين ومائتين.
(قال) أبو الطاهر: (أنا) أي: أخبرنا عبدُ اللهِ (بن وَهْبِ) بن مُسلم القُرَشي مولاهم، أبو محمد المِصْري الفقيه، أحدُ الأئمَّة.
روى عن يونس بن يَزِيد وحَيوَة بن شُريح ومالك والثَّوْري وخلق، ويروي عنه (ع) والليث -شيخُه- وابن مهدي وسعيد بن منصور وخلق، قال أحمد: ما أَصَحَّ حديثه! وقال ابنُ مَعِين: ثقة، وقال أحمد بن صالح: حَدَّثَ بمائة ألف حديث.
وقال في "التقريب": ثقة حافظٌ عابدٌ، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومائة، وله اثنان وسبعون سنة.
(قال) ابنُ وَهْبٍ: (قال لي مالكٌ) أي: ابنُ أنسٍ، الإِمامُ الأعظمُ المَدَنِيُّ: (اعْلَمْ) يا عبد الله (أنَّه) أي: أَنَّ الشأنَ والحال (ليس) الشأن، فاسمُها ضميرُ
(١) هذا الأثر رواه النَّسائي في "السنن الكبرى" في كتاب المواعظ عن سوَيد بن نَصْر، عن عبد الله بن المبارك، عن سفيان بلفظ: (كَفَى بالمَرْءِ إِثْمًا أن يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ). انظر "تحفة الأشراف" (٧/ ١٢٦) حديث رقم (٩٥٠٨).