صلى الله عليه وسلم جعل يمر بالنبي والنبيين ومعهم القوم والنبي والنبيين ومعهم الرهط فذكره بطوله وقال: حسن صحيح، وهذا نص في أن العرض في ليلة الإسراء والله أعلم (فرأيت النبي) من الأنبياء (ومعه الرهيط) تصغير الرهط وهي الجماعة دون العشرة أي رأيته والحال أن معه الجماعة القليلة من أمته (و) رأيت (النبي) الآخر منهم (ومعه الرجل والرجلان) من أمته لم يؤمن به إلا واحد أو اثنان كلوط - عليه السلام - (و) رأيت (النبي) الآخر منهم، والحال أنه (ليس معه أحد) من أمته لم يؤمن به واحد منهم كيحيى - عليه السلام - وقد تقدمت معارضة ما هنا لحديث "ما من نبي بعثه الله إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب" فيقال في الجمع بينهما بأن ما تقدم باعتبار أغلبهم وما هنا باعتبار أقلهم كما مر هناك، وكلمة (إذ) في قوله (إذ رُفع) وكُشف (لي سواد عظيم) أي أشخاص كثيرة يُجمع على أسودة ويُطلق على الواحد ومنه قولهم "لا فارق سوادي سوادَك" فجائية والتقدير: بينما أنا أنظر إلى الأنبياء المذكورين ومن معهم فاجأني مكاشفة سواد عظيم من الأفق (فظننت أنهم) أي أن أولئك السواد (أمتي فقيل لي) في تلك الحالة (هذا) السواد (موسى) بن عمران (- عليه السلام - وقومه) أي أمته (ولكن) إن أردت النظر إلى أمتك (انظر إلى الأفق) أي إلى نواحي السماء (فنظرت) إلى الأفق (فإذا سواد عظيم) أي فاجأني رؤية سواد عظيم أي أشخاص كثيرة (فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر) أي إلى الجانب الآخر من السماء (فإذا سواد عظيم) أي فاجأني رؤية سواد عظيم (فقيل لي هذه) الأسودة العديمة النظير (أمتك) أيضًا يا محمد (ومعهم) أي ومع هذه الأسودة العظيمة التي هي أمتك أي منهم (سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب) أي بغير محاسبة على أعمالهم (ولا) سبق (عذاب) لهم، وهذا محل الاستشهاد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال القاضي عياض: ظاهره أن السبعين زائدة على المرئي والصحيح أنها منها لقوله في البخاري "هذه أمتك ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفًا" قال النواوي: