ويحتمل أن يكون معناه سبعون ألفًا من أمتك غير هؤلاء، ويحتمل أن يكون معناه في جملتهم سبعون ألفًا ويؤيد هذا الثاني ما في صحيح البخاري من قوله:"هذه أمتك ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفًا" والله تعالى أعلم (ثم) بعد ما حدّث هذا الحديث (نهض) رسول الله صلى الله عليه وسلم أي قام من مجلسه ذلك بسرعة (فدخل منزله) أي حجرته (فخاض الناس) الحاضرون لذلك المجلس أي دخلوا أشد الدخول (في) التكلم في شأن (أولئك) السبعين ألفًا (الذين) سـ (يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب) أي تكلموا وتناظروا في تعيينهم وفي هذا إباحة المناظرة في العلم والمباحثة في نصوص الشرع على جهة الاستفادة وإظهار الحق (فقال بعضهم) أي بعض الحاضرين في تعيين أولئك السبعين (فلعلهم) أي فلعل أولئك السبعين هم (الذين صحبوا) ولازموا (رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم) أي فلعل أولئك السبعين هم (الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله) شيئًا أي لم يدركوا الجاهلية فيقع منهم الإشراك (وذكروا) أي وذكر الناس الحاضرون (أشياء) أي أنواعًا مختلفة وأقوالًا متنوعة في تعيين أولئك السبعين فقالوا: فلعلهم الذين سبقوا إلى الإسلام ولعلهم الذين شهدوا بيعة الرضوان، ولعلهم الذين شهدوا المشاهد كلها إلى غير ذلك (فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم) من منزله (فقال) لهم (ما) الأمر (الذي تخوضون) وتتكلمون (فيه فأخبروه) صلى الله عليه وسلم ما خاضوا وتكلموا فيه (فقال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان أولئك السبعين (هم) أي السبعون الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب هم (الذين لا يرقون) ولا يعالجون أنفسهم ولا غيرهم من الأمراض بالقراءة عليهم، وفي هامش بعض المتون قوله (لا يرقون) لم يُرَ في روايات البخاري ولم ير في المصابيح ولا في المشارق اهـ (ولا يسترقون) أي ولا يطلبون الرقية لأنفسهم ولا لغيرهم (ولا يتطيرون) أي ولا يتشاءمون بمرور بعض الطيور أو الحيوانات قدامهم عند سفرهم لحوائجهم