وجَرِيرٌ وعَمْرُو بن الحارث واللَّيثُ والأوزاعيُّ وسُلَيمانُ بن بلالٍ وابنُ وَهْبٍ وعِدَّةٌ، وَثَّقَه النَّسائيُّ وغيرُه.
وقال في "التقريب": ثقةٌ إلا أَنَّ في روايته عن الزُّهْرِيِّ وَهما قليلًا وفي غير الزُّهْري خطأَ، من كبار السابعة، مات سنة تسع وخمسين ومائة على الصحيح، وقيل: سنة ستين.
(عن) محمد بن مسلم (ابنِ شِهاب) الزُّهْرِي المدني (عن عُبَيدِ اللهِ بنِ عبد اللهِ بن عُتْبَةَ) بن مسعود الهُذَلي، أبي عبد الله المدني الأعمى الفقيه، أَحَدِ الفقهاء السبعة.
روى عن عُمَرَ وابنِ مسعودٍ مرسلًا، وعن أبيه وعائشة، ويروي عنه (ع) وأخوه عون وعِراكُ بن مالكٍ والزُّهْرِيُّ وأبو الزِّناد وخَلْقٌ، قال أبو زُرْعَة: ثقةٌ مأمونٌ إِمامٌ، وقال العِجْلِيُّ: كان جامعًا للعلم.
وقال في "التقريب": ثقةٌ فقيةٌ ثَبْتٌ، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين، وقيل: سنة ثمان، وقيل: غير ذلك.
(أَنَّ عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ) الهُذَلِيَّ الصحابيَّ الجليلَ أبا عبد الرحمن الكوفيَّ (قال: ما أنتَ) أيَّها المخاطَبُ المرشدُ (بمُحَدِّثٍ) أي: بمُخْبِرٍ (قومًا) ضُعَفَاءَ الفَهْمِ والعَقْلِ (حديثًا لا تَبْلُغُهُ) ولا تُدْرِكُه (عُقُولُهم) وأَفْهَامُهم ( .. إلَّا كان) ذلك الحديثُ الذي عَجَزَتْ أَفْهَامُهم عن إِدراكهِ (لبعضِهم) أي: لبعضِ أولئك الأقوام (فتنةً) أي: سببَ فتنةٍ وضلالٍ وشِرْكٍ وحَيرَةٍ إِذا فَسَّرُوه بما ليس بمعناه.
وعبارةُ القرطبي هنا: (أي: حديثًا لا يفهمونه ولا يُدْركُون معناه، والفتنةُ هنا الضَّلالُ والحَيرَةُ -كما ضَلَّتِ النصارى بقوله تعالى:{إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} - وتُفَسَّرُ الفتنةُ في القرآن بمعانٍ متعددةٍ مختلفةٍ، وأصلُها: الامتحانُ والاختبارُ، ومنه قولُهم: فتنتُ